وعندما انتهينا إلى جواب ما لعله يجب عنه الجواب من فصول الكتاب، سمعنا المشافهة التي على لسان أقضي القضاة قطب الدين فكان منها ما يناسب مافي هذا الكتاب: من دخوله في الدين، وانتظام عقده بسلك المؤمنين، وما بطه من معدلة و إحسان، مشكورة بلسان كل إنسان فالينة لله عليه في ذلك فلا يبها منه بامتنان. وقد أنزل الله على رسوله في حق من امتن" بإسلامه: « قل لا تمنوا على إسلامكم بلي الله بن عليك أن هداكم للإيمان.
ومن المشافهة أن الله قد أعطاه من العطاء، ما أغناه عن امتداد الطرف إلى ماني بد غيره من أرض وماء، فإن حصلت الرغبة في الاتفاق على ذلك فالأمس حاصل. فالجواب أن تم أمورا متي حصلت عليها الموافقة، ابني على ذلك حكم المصاحبة والمصادقة ورأى الله والناس كيف يكون تصافينا، و إذلال عدونا و إعزاز مصافينا، فكم من صاحب وجد حيث لا يوجد الأب والأخ والقرابة، وما تم أمر هذا الدين واستحكم في صدر الإسلام إلا بمضافرة الصحابة. فإن كانت له رغية معروفة إلى الاتحاد و من الوداد، وجميل الاعتضاد، وكبت الأعداء والأضداد، والاستناد إلى من يشتد الأمر به عند الاستناد فالرأى إليه في ذلك.
Page 16