============================================================
وأما الخلوة المطلقة فهي دوام الحضور، وهي لا تكون إلا للراسخين في العلم ، القائمين بالله في كل الأمور، لم يحجبهم الخلق عن الحق، ولم يغيبوا بالحق عن الخلق، فهم آهل جمع الجمع.
إذا أراد الحق تقريب عبد من عبيده ، دل عليه، فنظر في نفسه فراها محجوبة، فطلب رفع الحجاب عنها ليرى ما خلفه تما أودعه الله (تعالى] في خزانة ذات العبد من العجائب ، وتشوق إليه كمال التشؤق، فلم ير إلأ سماء وأرضا، فنظر إلى سمائه وهي روحه، فانقلب بصره إليه خاسيا وهو حسير . فنظر إلى أرضه وهي جسمه ، فلم ير إلأ صيورته الخيالية ، فأخذه الوله والحخيرة ، فهتف هاتف الأهوال أن تعلق باسم ربك عبودية وافتقارا ، واشتغل بتلاوة كتابه واتباع [سنة) نبيه صلى الله عليه [واله) وسلم ، فأخذ في العمل بمقتضى العبودية، فنتج له كيفية السلوك من مبدئه وهو ذاته، إلى غايته وهو مولاه الكريم تعالى ، فانشرح صدره، وذهب حصر طبعه وضسق حسه ، وسرح سيره ولطيفته في الغب الأقدي والمحل الأنره الأنفس، فكان محفوظا مأذونا له بكل ما يريد، معافى من الجهل، وكيف يوصف بالجهل من عرف نفسه فرجع بها إلى ربه واوصلها إلى
Page 66