============================================================
الأسماء والصفات الإلهية، متصفة بصفة الجمع الذاتي ، فقبض هذه الصور وهي إنسان وسماها محمدا لجامعيته الحمد، ولذلك سميت الكائنات كلها به.
ثم إن الله تعالى نظر إليه فراه على صورة جمعية أسمائه، فأحبه محبة ذاتية لا [ تنتابها ] الأعراض، ولا يدخلها الشوء، واتصل إمداد المرتبة الإهية له إلى الأبد، ولا تزال هذه الذات الكاملة تتسع علوا بها باتساع الموجودات.
فما من ذرة من الذرات الوجودية إلا وعن شعاع نورها ظهرت عينها، وامتدت من باطن غيبها، فشهادتها لعناية الايجاد، وغيبها لعناية الامداد ، وهي المبدأ الأول . فإذا أراد الله [ تعالى) بعبد من أهل الكمال أن يوصله إليه ، سلك به على هذا المشروع المحمدي، فلا يزال يتبتل حتى تفنى ذراته كلها، ويبقى على ما فيه من الرقيقة المحمدية، والرقيقة الصمدية، ولولا [ الجذبة) الإلهية لما قدر على السلوك إلى هذا المبدأ، فإنه صعود إلى احسن تقويم . وهي الصورة(التي انطبعت في المرآة الأزلية، وكل ما ظهر وترجم عنه من [371/أ] العلوم فإنما هو من تلك الحضرة، فإنها حضرة الإجمال، وكل ما كان قما بعدها إلى الأبد فهو تفصيلها.
Page 65