بعبادته ومحبته وخوفه ورجائه، وأفرَدَ (^١) رسوله بمتابعته والاقتداء به والتخلق بأخلاقه والتأدب بآدابه.
فله (^٢) في كلِّ وقتٍ هجرتان (^٣): هجرةٌ إلى اللَّه بالطلب والمحبة، والعبودية والتوكل والإنابة، والتسليم والتفويض، والخوف والرجاء، والإقبال عليه، وصدق اللَّجأ والافتقار في كلِّ نفس إليه. وهجرةٌ إلى رسوله في حركاته وسكناته الظاهرة والباطنة، بحيث تكون موافقةً لشرعه الذي هو تفصيلُ محابِّ اللَّه ومرضاته، ولا يقبل اللَّه من أحد دينًا سواه، وكل عملٍ سواهُ فعيشُ النفس وحظُّها لا زادُ المعاد.
وقد قال شيخ الطريقة وإمام الطائفة الجنيد بن محمد قدَّس اللَّه روحه: الطرق كلها مسدودة إلا طريقَ من اقتفى آثارَ النبي ﷺ، فإنَّ اللَّه ﷿ يقول: "وعزَّتي وجلالي لو أتوني من كلِّ طريقٍ، واستفتحوا (^٤) من كل بابٍ، لما فتحتُ لَهُمْ حتَّى يدخلوا خلفك" (^٥).
وقال بعض العارفين: "كل عملٍ بلا متابعة فهو عيش النفس" (^٦).