L'âge des Califes bien guidés : histoire de la nation arabe (troisième partie)
عصر الخلفاء الراشدين: تاريخ الأمة العربية (الجزء الثالث)
Genres
وأما عمارة بن شهاب فإنه لما بلغ مدينة زبالة لقيه طلحة بن خويلد الأسدي، وكان هذا قد خرج في طلب ثأر عثمان، فقال لعمارة: ارجع إلى من بعثك فإن القوم لا يريدون بأميرهم العثماني - وهو أبو موسى الأشعري - بديلا، فإن أبيت ضربت عنقك، فرجع عمارة إلى علي بالمدينة.
وأما عبيد الله بن عباس فانطلق إلى اليمن ودخلها. •••
أما علي عليه السلام فإنه كتب إلى معاوية يقول: «أما بعد: فإن الناس قد قتلوا عثمان عن غير مشورة مني، وبايعوني بمشورة منهم واجتماع، فإذا أتاك كتابي فبايع لي، وأوفد إلي أشراف أهل الشام قبلك.» فتلقى معاوية الكتاب وقرأه وطواه ولم يجب الإمام بشيء، وكان الرسول الذي أحضر الرسالة كلما تنجز معاوية ينشده قول الشاعر:
أدم إدامة حصن أو خذن بيدي
حربا ضروسا تشب الجزل والضرما
في جاركم وابنكم إذ كان مقتله
شنعاء شيبت الأصداغ واللمما
أعيا الحسود بها والسيدون فلم
يوجد لها غيرنا مولى ولا حكما
فلما مضى شهران ونصف دعا معاوية رجلا من عبس يقال له: قبيصة، فدفع إليه رسالة إلى الإمام، وقال له: إذا دخلت المدينة فأعلم الناس بمقدمك، فلما قدم المدينة قال لهم إنه قد جاء بجواب معاوية، فتبعوه، ودخل على علي ففض الرسالة، ولم يجد فيها شيئا سوى كلمة «بسم الله الرحمن الرحيم»، فقال للعبسي: ما وراءك؟ قال: أآمن أنا؟ قال : نعم، قال: تركت القوم لا يرضون إلا بالقود وقتل قتلة عثمان، وتركت ستين ألف شيخ يبكون تحت قميص عثمان وهو منصوب لهم قد ألبسوه قبر دمشق، وهم يطلبون رقبتك، فقال الإمام: أمني يطلبون دم عثمان؟ ألست موتورا بعثمان كترتهم به؟ اللهم إني أبرأ إليك من دم عثمان، ثم قال للعبسي: اخرج.
Page inconnue