L'ère du renouveau : Histoire de la nation arabe (Partie 8)
عصر الانبعاث: تاريخ الأمة العربية (الجزء الثامن)
Genres
نحن نؤمن بأن الموقف الذي وقفته الدول الغربية - وبخاصة بريطانية وفرنسة - من الحركة العربية، قد كان موقفا شائنا لئيما، ولكن!
إذا لم تكن إلا الأسنة مركبا
فما حيلة المضطر إلا ركوبها
إن الحلفاء كانوا قد ملئوا الدنيا ضجيجا بأنهم قوم منصفون، وأنهم سيضمنون للدول التي تناضل معهم ضد الأتراك والألمان الظالمين، الحرية والاستقلال والسعادة والكرامة.
قال أرستيد بريان رئيس الوزارة الفرنسية في خطاب تاريخي ألقاه في مجلس النواب الفرنسي يوم 3 تشرين الثاني سنة 1915: «إن فرنسة تقوم والسيف في يدها للدفاع عن المدنية واستقلال الشعوب، وعندما تعيد السيف إلى قرابه تكون قد ضمنت للعالم سلاما موطدا بعيد المدى، وليس وراء هذا السلام فكرة ما للتسلط الغاشم، بل وراءه فكرة تمتع الشعوب بحريتها، واستقلالها في شئونها الداخلية، وتقدمها في مضمار المدنية؛ هذا هو السلام الذي يسير إليه جنود فرنسة.»
وقال لورد غراي رئيس الوزارة البريطانية في خطاب له ألقاه في حفلة تكريم أقامتها له الجمعية الصحافية الأجنبية يوم 18 تشرين الأول سنة 1916: «سنناضل حتى يتغلب الحق على القوة، وحتى نضمن حرية دول العالم كله كبيرة كانت أو صغيرة، كما نضمن تساويها وتقدمها على حسب استعدادها.»
إذا كان هذان الوزيران المسئولان ينطقان بمثل هذه الأقوال ويمنيان الأمم المغلوبة بالحرية والسيادة، وهناك أقوال وتصريحات كثيرة لمسئولين بريطانيين وفرنسيين كلها تنطق بالعدل والحرية والمساواة، فما ذنب أحرار الأمم المغلوبة إن وثقوا بهذه الأقوال الصادرة عن رجال مسئولين، وظنوا أنهم قوم شرفاء يحرصون على سمعة بلادهم ويضنون بكرامتها أن تمتهن وتلطخ سمعتها بالعار وسمة الكذب والافتراء والتضليل.
يقول المرحوم الشيخ فؤاد الخطيب شاعر الثورة العربية من قصيدة له:
حي الشريف وحي البيت والحرما
وانهض فمثلك يرعى العهد والذمما
Page inconnue