115

Histoire de la lumière éclatante sur les nouvelles du dixième siècle

النور السافر عن أخبار القرن العاشر

Maison d'édition

دار الكتب العلمية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٠٥

Lieu d'édition

بيروت

.. وأرغب بِنَفْسِك أَن ترى فِي ساحة ... يسقى بهَا الْحر الْكَرِيم المرتك
وأرتحل عَن الأوطان لَا مستعظما ... خطرًا وَلَو عز المدى والمسلك
فالحر يُنكر ضد مَا يعتاده ... ويميط ثوب الذل عَنهُ ويبتك
وَإِذا تغشاه الهوان ببلدة ... يابي الْأَذَى أَو سيم خسفًا يفلك
وَمَتى تنكرت المعارف خلته ... يثني الْعَنَان عَن الديار ويعتك
لَا خير فِي دَار يضام بهَا الْفَتى ... والى سواهَا لَا يمِيل وَيتْرك
وفتى تقاضته المساعي نَفسه ... فغدا يمنيها الْقَضَاء ويمعك
بهوى النَّفس لَا تكون عزيزة ... وَلها إِلَى طرق الْمَعَالِي مَسْلَك
ولواجد سبل الْكِرَام وَلم يزل ... يغضي الجفون على القذى ويفتك
والمرء يعْذر أَن سعى وتعذرت ... عَنهُ المساعي أَو حواه المهلك
تبت يَد الْأَيَّام تلقى للفتى ... سلما يُسلمهُ يَد مَا تملك
يبكي اللبيب على تقاعس حَظه ... حينا ويطمعه الرَّجَاء ويضحك
لَكِن تغامره قد دونهَا ... عَن حَوْضه فغدا لَدَيْهَا يفرك
سميتها فِي القنع أَعلَى غارب ... فغدت بِذرْوَةِ عزه تتورك
وسقيتها عللًا على نهل بِهِ ... وتركتها ترْضى عَلَيْهِ وترمك
عجبا لمن سر الزَّمَان وَأَهله ... فغدا بتعليل المطامع يمسك
وَلمن لَهُ فضل يمن بِهِ فَلَا ... يسمو على هام السماك ويسمك
حَتَّى مَتى أطوي اللَّيَالِي بالمنى ... وَالْجد ينهضني وجدي يبرك
ويجول فكري فِي لَعَلَّ وَأُخْتهَا ... ويحول دونهمَا زمَان أنوك
وينالني بِالنَّقْصِ غمر مَاله ... فِي الْفضل سهم مثل سهمي يُشْرك
لَا صاحبتني نفس حر لم تكن ... نزاعة فِيمَا ينَال وَيتْرك
هَل فِي القشية أَن أرى متقابلًا ... أحكي القوافي للئام وأحتك
وأبيت أنسج من سرابيل الثنا ... حللًا على طول المدى لَا تدعك
أكسو بنائله تخال وُجُوههم ... بالملح حَال الْمَدْح غيظًا تعرك
واغوص عَن در النظام بهمة ... وأصوغ من تبر الْكَلَام واسبك
فِي كل فدم لَا سليم يرتجى ... يرضيك مِنْهُ القَوْل وَهُوَ من وتك
متغافل عَن فطنه مستبطن ... لومًا كثير الْخَيْر وافه حوتك
هلا فَتى فِي الْمجد يقصر دونه ... مَعَ طول غايتها الْجبَال السّمك ...

1 / 119