Histoire de Napoléon Bonaparte
تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١
Genres
وفي الواحد والثلاثين كان نابوليون في الكلاجنفور عاصمة الكارنثي، عندما دخل إلى هذه المقاطعة، وجه نداء إلى الأهلين يدعوهم فيه إلى اعتبار الفرنسيين كمنقذين لا كأعداء، قال: «إن الشعب الفرنسي إنما هو صديق الشعوب كلها وخاصة شعوب جرمانيا البسلاء ... إنني إنما لا أجهل أنكم تمقتون الإنكليز بقدر ما نمقتهم، فهم الذين يستميلون وحدهم وزارتكم التي بيعت لهم.»
كان نابوليون، في وسط هذه الانتصارات، يراقب عدوا سريا يرقب فرصة سانحة للانفجار: كان هذا العدو مشيخة البندقية، فهذا الحزب الأريستوقراطي المخلص لحزب الملوك ضد الثورة الفرنسية، كان يهيج القتل ويحث عليه في إيطاليا العليا وأراضي البندقية ضد الجيش الجمهوري، فكتب بونابرت إلى رئيس مشيخة البندقية ما يلي: «إن جمهورية البندقية لتحت السلاح، وإن صراخ الفلاحين المتحدين الذين سلحتموهم يرتفع من جميع الجهات بهاتين الكلمتين «الموت للفرنسيين»، وقد سقطت مئات عديدة من جنود جيش إيطاليا ضحية هؤلاء، إنكم تنكرون عبثا جموعا نظمتموها، أو تعتقدون أن وجودي في قلب ألمانيا يعجزني عن جعل أول شعب في العالم محترما ومكرما؟ أتعتقدون أن جوقات إيطاليا تتحمل المذبحة التي تهيجونها؟ ألا إن دم إخوتي الجنود ليؤخذ ثأره، فليس في العسكر الفرنسي من إذا عهد إليه بمثل هذه الخدمة النبيلة لا يشعر بقوته وشجاعته تتضاعفان وتثوران، لقد أجابت مشيخة البندقية بأفظع ما في نكران الجميل على المعاملات الكريمة التي كثيرا ما عاملناها بها، إنني مرسل إليكم رسالتي هذه مع معاوني الأول، فالحرب أو الصلح، وإذا لم تعجلوا في تدبير الوسائل لتبديد الجموع، وإذا لم توقفوا مسببي القتل الذي حدث وتدفعوهم إلي شهرت الحرب، إن الأتراك ليسوا على حدودكم، وما من عدو يهددكم، فلقد تعمدتم خلق حجج لتنظموا جمعا توجهونه ضد الجيش، ولكنه سينحل في أربع وعشرين ساعة، إننا لسنا اليوم في عهد شارل الثامن، أما إذا اضطررتموني على شهر الحرب، بالرغم من أمنية الحكومة الفرنسية الصريحة، فلا يخالجكم إذ ذاك أن الجنود الفرنسيين سينهجون نهج الجنود الذين سلحتموهم فيدمرون سهول شعب إيطاليا البريء التعس، بل إنني لأحميه، وسيأتي يوم يبارك فيه حتى الجرائم التي أجبرت الجيش الفرنسي أن ينفصل عن حكومتكم الطاغية.»
في السابع من شهر نيسان عقدت هدنة في جودنبرج، إن الأمير شارل عندما رأى نفسه غير قادر على إدارة الحملة، وعندما رأى أن مضايق نومارك ومركز هوندمارك يشغلها ماسينا، بدأ يفهم أن صلابة الديوان النمسوي الملكية لم تبق في أوانها، أما نابوليون، الذي كان قد اعتمد على مساعدة جيش سامبري-موز ثم علم أن هذا الجيش لم يتحرك ولن يتحرك؛ فإنه لم يكن ليجرؤ على مجاوزة سيميرنك خشية أن يتقيد وحده، من غير عضد، في داخل ألمانيا، وعندما استلم تبليغ مجلس الشعب، الذي أعلمه رسميا أن جيشي الرين وسامبري-موز لا يقومان بالعمل الذي أشعر بأهميته وضرورته، خف للكتابة إلى الأرشيدوق ليعرض له اقتسام المجد بتسكين أوروبا وإيقاف التضحيات العديدة التي تكلفها الحرب للنمسا وفرنسا، قال: «إن الجنود البسلاء يشهرون الحرب ويرغبون في السلام، أما هرقنا كثيرا من دم الناس وسببنا كثيرا من الأوجاع للإنسانية الحزينة؟ ... وأنت، أنت الذي اقترب من العرش منذ ولادته، والذي يقوم فوق صغائر الشهوات التي تنعش الوزراء والحكومات، أتراك عازما على أن تستحق لقب المحسن إلى الإنسانية جمعاء ومنقذ ألمانيا الحقيقي؟ ... أما أنا، يا حضرة القائد العام، فإذا قدر لهذه الفاتحة التي أرفعها إليك الآن أن تنقذ حياة رجل واحد، أجد نفسي أكثر فخرا بهذا الإكليل الشريف الذي أكون قد استحققته من المجد المحزن الذي يكتسب بالانتصارات العسكرية.»
هذه الطوية الساكنة التي تضمنتها الرسالة، لم تلبث أن انتشرت في فيينا، فهدأت بعض التهدئة الكآبة التي أشاعها دنو العلم الجمهوري، فأسرع الإمبراطور بإرسال السفير النابوليتاني كاللو إلى بونابرت، وكانت هدنة جودنبرج نتيجة هذا العمل.
استفاد نابوليون من خلو البال الذي قيضته له الهدنة ليتشكى إلى مجلس الشعب من نوع «السلاح الذراعي» الذي قدر للجيوش الألمانية أن تعتمد عليه، في حين كان هو يقاتل ضد القوات النمسوية جميعها بوسائل ضعيفة جدا.
أما الماضي فلم يكن ليحزنه كثيرا، فكان يهتم بالمستقبل ويطلب مساعدة مورو
13
ليحصل على شروط حسنة في مفاوضة الصلح، أو على نصيب كبير من الفوز إذا عادت الحرب، قال لمجلس الشعب: «ما من شيء يقف بنا من الدخول في الموقعة إذا شئنا ذلك، ومنذ بدأ التاريخ يرسم لنا أعمالا عسكرية لم يقف نهر حاجزا حقيقيا في وجهنا، إذا شاء مورو أن يعبر الرين فإنه يعبره، وإذا كان قد عبره فإننا سنصبح في موقف يتيح لنا أن ننص شروط الصلح بصورة فخورة، ولكن من يخشى فقدان المجد يفقده، لقد عبرت الألب جوليين
14
والألب نوريك
Page inconnue