Histoire de Napoléon Bonaparte
تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١
Genres
لقد وضعنا الجزائر البريطانية في موقف حصار، وهيأنا ضدها تدابير منافية لنا؛ ولكننا اضطررنا إلى ذلك أسوة بحلفائنا ...
إننا لفي وقت من تلك الأوقات التي لها أهميتها بمستقبل الأمم، وإن الشعب الفرنسي سيكون أهلا لمستقبله المنتظر. إن المرسوم الذي صدر أمرنا برفعه إليكم، والذي سيضع تحت تصرفكم، في أوائل السنة، تجنيد عام 1807 الذي سيشرع به في أول أيلول، إن هذا المرسوم سينفذه الآباء والأبناء. ويا له يوما جميلا ساعة تنادي الفرنسيين الأحداث إلى الانضمام تحت السلاح! إنهم سيقدر لهم أن يجتازوا عواصم أعدائنا وساحات القتال التي شرفتها انتصارات إخوانهم الأبكار.»
في الخامس والعشرين من شهر تشرين الثاني غادر نابوليون برلين، فوصل إلى بوزن في الثامن والعشرين منه. كانت رداءة الطقس، والمشقات، والحرمان، قد أضعفت حمية الجنود، إلا أن المواقع العديدة والانتصارات كانت ألقت بأعداء فرنسا بعيدا عن الفيستول. أما مجلس الشيوخ، الذي كان من عادته أن يؤثر المراعاة على التشبث بالإصرار، فقد أرسل إلى الإمبراطور كتابا يظهر له فيه هذه الفكرة، ولكن مجلس الشيوخ والجيش والشعب إنما هم أعجز من أن يفقهوا خطورة المواقف، وعناد أوروبا القديمة، وضرورة الخطة التي اضطر نابوليون إلى اتخاذها ليجعل أعداء فرنسا الفتاة عاجزين عن تأليف أحزاب جديدة ضدها. كانت أمنية الجميع متجهة نحو السلام، وكان الإمبراطور يدرك ذلك، إلا أنه إنما كان يدرك أكثر من غيره أن الحرب أصلح من سواها للوصول إلى السلام الحقيقي؛ فلذلك ترك العمل لذكائه العظيم، وزحف إلى بولونيا ليسحق الروسيين فيها، بدل أن يدع لهم السبيل للوصول إلى بروسيا حيث يلمون شعث حلفائهم المقهورين ويجددون آمالهم.
إذا رغب الجيش في الوقوف ساعة فكر قاهر المواقع العديدة في ضرورة السير إلى الأمام، أيتنازل النبوغ فجأة ليذعن إلى من يقوده؟ لا، بل بالعكس؛ فإن ذلك لفرصة جديدة يظهر فيها تفوقه العظيم الذي لا يقف عند حد. وإذا كان في الكتائب من يشعر بحاجة إلى الراحة؛ فإنه ليستطيع أن يجدد نشاطه بكلمة تخرج من فيه، ويجعله تواقا إلى إعادة لعبة الحرب الهائلة ضد أعداء الاسم الفرنسي. وهذا هو النداء الذي أرسله نابوليون إلى جيشه من معسكره العام في بوزن:
عن المعسكر العام في بوزن، 2 كانون الأول
أيها الجنود، في مثل هذه الساعة من السنة الماضية، كنتم في ساحة حرب أوسترلتز، وكانت الكتائب الروسية المقهورة تهرب من وجهكم أو تلقي سلاحها بين يدي قاهرها. وفي اليوم التالي كانت كلمات السلام تتصاعد إلى آذاننا متوسلة، ولكنها كانت كلمات خداعة؛ إذ إن الكتائب الروسية لم تكد تسلم من نكبات العصبة الثالثة بما نالته من ضروب السماح والكرم، حتى دبرت عصبة رابعة، إلا أن أماكنها الحصينة، وعواصمها، ومخازنها، ودور أسلحتها، وأعلامها المائتين والثمانين، وقطعها الحربية السبعمائة، وساحاتها الخمس أصبحت كلها في قبضتنا. إن الأودر، والوارثا، وصحاري بولونيا، ورداءة الفصل لم تتمكن من إيقافكم فترة واحدة، لقد خرقتم كل حاجز، وظفرتم بكل شيء، وكل هرب من وجهكم! ولقد حاول الروسيون عبثا المدافعة عن عاصمة بولونيا القديمة. إن النسر الفرنسي يحلق فوق الفيستول.
أيها الجنود، إننا لن نلقي السلاح ما لم يوطد السلام العام سلطة حلفائنا، ويرد على تجارتنا أمانها ومستعمراتها. لقد فتحنا الأيلب والأودر، بونديشيري، وبناياتنا في الهند، ورأس الرجاء الصالح، والمستعمرات الإسبانية؛ فمن يمنح الروسيين حق هز أرجوحة الأقدار؟ من يمنحهم حق إسقاط طويات عادلة كهذه الطويات؟ ألسنا، نحن وهم، جنود أوسترلتز؟
كان لهذا النداء تأثير عظيم، ليس في جيش الفيستول فحسب، بل في ألمانيا كلها.
قبل أن يشرع الإمبراطور في إعداد الحملة، أراد أن ينشئ تمثالا لذكرى عجائب الحربين الأخريين، فأضاف على نداء 3 كانون الأول مرسوما جاء فيه ما يلي:
البند الأول:
Page inconnue