194

Histoire Considérée des Nouvelles des Temps Passés

التاريخ المعتبر في أنباء من غبر

Enquêteur

لجنة مختصة من المحققين

Maison d'édition

دار النوادر

Édition

الأولى

Année de publication

١٤٣١ هـ - ٢٠١١ م

Lieu d'édition

سوريا

Genres

كِنْدةَ، فأخذه خالد، وقتل أخاه، وأخذ منه خالدٌ قباء ديباج مخوصٍ بالذهب، فأرسله إلى رسول الله ﷺ، فجعل المسلمون يتعجَّبون منه، وقدم خالدٌ بأُكيدر على رسول الله ﷺ، فحقن دمه، وصالحه على الجزية، وخلَّى سبيله.
ثم رجع رسول الله ﷺ إلى المدينة، بعد ما أقام بتبوك بضعَ عشرةَ ليلة، لم يجاوزها، ولم تقدم عليه الروم والعرب المتنصرة.
ولما عاد إلى المدينة، وكان قد تخلَّف عنه رهط من المنافقين، فأتوه يحلفون له، ويعتذرون، فصفح عنهم رسولُ الله ﷺ، وأرجأَ أمرَ كعبٍ وصاحبيه إلى الله تعالى.
* ذكر قصة كعب وصاحبيه:
قال كعب بن مالك: كان من خبري حين تخلفت بالمدينة عن رسول الله ﷺ في غزوة تبوك: أني لم أكن قطُّ أقوى ولا أيسَر مني، حين تخلفتُ عنه في تلك الغَزاة، وكان رسول الله قلَّما يريد غزوة يغزوها إلا وَرَّى بغيرها، حتى كانت تلك الغزوةُ، فغزاها رسول الله ﷺ في حَرٍّ شديد، واستقبل سفرًا بعيدًا ومفازًا، واستقبل عدوًا كثيرًا، فجلَّى للمسلمين أمرَهم؛ ليتأهبوا أُهبة عدوهم، وأخبرهم بوجهه الذي يريد.
والمسلمون مع رسول الله ﷺ كثير، ولا يجمعهم كتاب حافظ - يريد: الديوان - وغزا رسول الله ﷺ والمسلمون معه، فطفقْتُ أغدو لكي أتجهز معهم، ولم يزل يتمادى بي، حتى اشتد بالناس الجدّ، فأصبح

1 / 169