193

Histoire Considérée des Nouvelles des Temps Passés

التاريخ المعتبر في أنباء من غبر

Enquêteur

لجنة مختصة من المحققين

Maison d'édition

دار النوادر

Édition

الأولى

Année de publication

١٤٣١ هـ - ٢٠١١ م

Lieu d'édition

سوريا

Genres

ثلاثة من (١) الأنصار، وهم: كعبُ بن مالك، ومُرارةُ بنُ الربيع، وهلالُ ابنُ أمية، واستخلف رسولُ الله ﷺ على أهله عليَّ بن أبي طالب ﵁، فأرجفَ به المنافقون، وقالوا: ما خفَفه إلَّا استثقالًا له، فلما سمع عليٌّ بذلك، أخذ سلاحه، ولحق بالنبي ﷺ، وأخبره بما قال المنافقون، فقال النبي ﷺ: "كَذَبوا، وإنما خَلَّفْتُكَ لِما ورائي، فارْجِعْ فاخْلُفْني في أَهْلي، أَما تَرْضَى أَنْ تَكونَ مِنِّي بمنزلةِ هارونَ من موسى، إلَّا أَنَّهُ لا نبِيَّ بَعْدِي" (٢).
وكان مع رسول الله ﷺ ثلاثون ألفًا، فكانت الخيل عشرة آلاف فرس، ولَقُوا في الطريق شدة عظيمة من العطش والحر، ولما وصلوا إلى الحِجْر، وهي أرضُ ثمودَ، نهاهم رسول الله ﷺ عن ورود ذلك الماء، وأمرهم أن يهريقوا ما استَقَوه من مائه، وأن يطعموا العجين الذي عُجن بذلك الماء الإبلَ.
ووصل النبي ﷺ إلى تبوكَ، وأقام بها عشرين ليلة، وقَدِم عليه بها يوحنا صاحبُ أَيْلَة، فصالحه على الجزية، فبلغت جزيتُهم ثلاثَ مئةِ دينار، وصالح أهلَ أذرح على مئة دينار في كل رجب، وأرسل خالدَ بنَ الوليد إلى أُكيْدِر بنِ عبد الملك، صاحبِ دومة الجندل، وكان نصرانيًا من

(١) في الأصل زيادة: "غير".
(٢) رواه ابن هشام في "السيرة النبوية" (٥/ ١٩٩)، والإمام أحمد في "فضائل الصحابة" (٢/ ٥٦٩)، عن سعد بن أبي وقاص ﵁.

1 / 168