Histoire de l'État des Seldjoukides
تاريخ دولة آل سلجوق
Genres
وفي سنة 473 ه عرض العسكر، وأسقط منه سبعة آلاف رجل من الأرمن المتشبهة بالترك، فمضوا إلى أخيه تكش بقلعة ونج، فقوى بهم جانبه، وشق عصاه بالعصيان والشقاق، وما زال السلطان ملكشاه يقصده، فتارة يصالحه وتارة يكافحه، حتى ظفر به في سنة 477 ه وقد كان عاهده أن لا يؤذيه. ففوض السلطان أمره إلى ولده أحمد فأخذه وسمله. وفي سنة 471 ه دعا الإقسيس تاج الدولة تتش بن ألب أرسلان إلى دمشق واثقا به، خارجا عن خلافه، وخرج إليه من دمشق مسلما، ولحكمه مستسلما. فضرب رقبته صبرا، وغادره عاريا بالعراء غدرا. ودخل إلى البلد مستبدا، وأصبح الملك به مستجدا. في هذه السنة، استولى شرف الدولة مسلم بن قريش على حلب. وفي المحرم من سنة 473 ه عاد السلطان ملكشاه من كرمان إلى أصفهان وكان قد ورد إليها عام أول، وخرج إليه ابن عمة سلطان شاه بن قاورد، وعاهده وعاقده، وأخذ على العهد يده. وفي صفر، تسلم مؤيد الملك من المهرياط تكريت وقلعتها، وأحكمها ووفر عدتها. وفي ليلة الأحد عاشر شوال، توفى دبيس بن علي بن مزيد، وكانت إمارته سبعا وستين سنة، وقام بالأمر بعد بهاء الدولة منصور ومضى إلى السلطان، وعاد في ثاني عشر صفر سنة 474 ه بمكنة قوية، وقوة متمكنة. وقد تقررت عليه أربعون ألف دينار في كل سنة.
وفي شوال 474 ه، خلع المقتدي على الوزير فخر الدولة ابن جهير وتوجه ليخطب للخليفة من السلطان ابنته، وسار بعده أبو شجاع محمد بن الحسين إلى المعسكر، فإن نظام الملك كان يكاتب في إبعاده، وكان الخليفة راغبا فيه لسداده.
فكتب بخطه إلى نظام الملك يأمره بالعود إلى المعهود في حق أبي شجاع، وأنفذ معه مختصا الخادم، فعاد إلى بغداد في رجب سنة 475 ه في حرمة وافرة، وحشمة ظاهرة. وأما الوزير فخر الدولة ابن جهير، فإنه لما وصل إلى المعسكر يحل وعظم، ومضى نظام الملك معه إلى تركان خاتون، وخاطباها في معنى الوصلة بابنتها. فقالت: إن ملك غزنة وملوك الخانية، قد أرسلوا في خطبتها، وبذل كل منهم عن ولده لها أربعمائة ألف دينار. فإن بذلها الخليفة فإني أختار شرفه وهو أشرف مختار.
Page 229