============================================================
ذكر هاد حملتني وأطعمتني وأنا أحب أن أكافيك فاتبعني فاتبعته قال عبد الله فلما انتهينا إلى موضع من الوادي قال العادي انظر إلى موضع ظلي فاصفر عنده قال ففعلت فإذا أنا بصخرة قال: فاقلعها فقلعتها فلم أطقها فرفعها العادي فانحدر، فانحدرت معه في سرب من الأرض فإذا أنا بسراج يزهر ورجلين ميتين من قوم عاد فقال العادي هذان صاحباي فإذا أنا مت فضمني إليهما وخذ من المال ما شئت واخرج وضع الصخرة على المسرب ولا تلتفت حتى تخرج من الشعب ثم عهد العادي إلى ريشة نسر مثل ذراع فأدخلها في فخارة فيها شيء من القطران فأدخلها إحدى منخريه ثم غمسها الثانية فأدخلها منخره الآخر ثم اح صيحة كدت آموت منها ومات العادي فأخذت من المال ما يكفيني ووضعت الصخرة على السرب وخرجت من الشعب قالوا فلذلك كان عبد الله بن جدعان أكثر قريش مالا ولما هلكت عاد خطب هود فقال للمسلمين: هذه دار قد سخط الله على أهلها فاظعنوا منها، فقالوا: رأينا لرأيك تبع قال: تلحق بحرم الله وأمنه وأهلوا من ساعتهم للحخ وارتحلوا قلصا حمرا مخطمة بحبال الليف وانطلقوا إلى الحرم فلم يزالوا بمكة حتى ماتوا وقبورهم بين دار الندوة(1) وباب بني سهم ويقال: لا بل مكثوا في ديارهم حتى ماتوا هنالك وإن قبر هود عليه السلام بناحية حضرموت وإن علي بن ابي طالب رضي الله عنه قال لرجل من آل حضرموت: هل رأيت كشا أحمر ذا أراك كثيرة بناحية كذا من أرض حضرموت؟ قال الرجل: نعم، قال: وما شأنه يا أمير المؤمنين؟
قال: هنالك قبر هود عليه السلام.
(1) دار الندوة: وهي دار قصي بن كلاب التي كانت قريش لا تقضي أمرا إلا فيها، يتشاورون فيها ما يصنعون في أمر رسول الله، حين خافوه، وكان ذلك اليوم يسمى يوم الزحمة. ابن هشام: أبو محمد عبد الملك بن هشام الحميري (ت 218 ها، السيرة النبوية، حققها مصطفى السقا وآخرون، دار القلم بيروت دون تاريخ 124/4.
Page 58