============================================================
اب في ذكر نوح التبي عليه الشلام(1)
قال الله تعالى: إنا أرسلنا نوحا إلى قومي (2) وإن إدريس لما رفع إلى السماء كان بعده ابنه متوشلخ بن أختوخ فقام بطاعة الله تعالى فلما أدركته الوفاة أوصى إلى ابنه الملك فقام بأمر الله فولد له نوح عليه السلام فنبأه الله وأرسله إلى خلقه، وكان أول مرسل بعث بالشريعة بعد آدم ونسخ الله بشريعته شريعة آدم فلبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما كما ذكره الله تعالى في كتابه وقد روت الرواة أنه ولد في حياة آدم في الألف الأول من الدنيا التي هي سبعة آلاف سنة وبعث في الألف الثاني منها، وقد مضى صدر من الألف الثاني وهو ابن آربعمائة سنة وخمسين سنة فدعا قومه ولبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما وعاش بعد هلاكهم خمسين سنة فذلك آلف سنة وأربعمائة وخمسون سنة. ويقول بعض الناس إن عمره كله كان ألفا إلا خمسين عاما وقال آخرون: بعث وهو ابن خمسين سنة، ودعا قومه ألفا إلا خمسين عاما وعاش بعد قومه مائتي سنة فعمره كله ألف ومائتا سنة والله أعلم. وكان نوح رجلا طويلا آدم واسع العينين دقيق الساعدين والساقين، كثير لحم الفخذين، ضخم السرة، كثير شعر الرأس واللحية وأنه لما بعثه الله تعالى كذبه قومه وآذوه أشد الأذى فصبر على أذاهم أشد الصبر وأحسنه ولم يلق نبي من الأنبياء من قومه ما لقي نوح، وفي الحديث أن النبي قال: لارحم الله آبي نوحا كان غواة قومه يثوبون عليه كل يوم عشر مرات فيضربونه حتى يفشى عليه فإذا قام قال: اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون وحتى كانوا (1) في أحداث نبي الله نوح عليه السلام ينظر المسعودي، مروج الذهب 34/1، الطبري، تأريخ الأمم والملوك 179/1، ابن الأثير( الكامل في التأريخ 61/1.
(2) جاء في المخطوط (لقد أرسلنا نوخا إلى قومه) والصواب ما أثبتناه. سورة نوح، الآية:1، وجاء في سورة هود، الآية: 25 ولقذ ارسلنا ثوحا إلل قومهه إنى للم نذير يبي؛ . ورود الآيشين صحيح، ولكن لماذا لم يستشهد المؤلف في بداية الآية التي في سورة نوح المسماة على اسم واستشهد بسورة هود؟
Page 43