============================================================
ذكر آدم عليه السلام آدم من صلبه، فقال لهم: يا بني آدم، قالوا: لبيك يا ربنا، قال: من ربكم؟ قالوا: أنت ربنا قال: فمن خلقكم؟ قالوا: أنت خلقتنا، قال: ألست بربكم، قالوا: بلى فأقروا له بالربوبية قال: فاسجدوا لي، إن كنتم صادقين، فسجدوا له إلا الكفار والمنافقين صارت في أصلابهم كالضياصي لا يطيقون السجود، ثم قال لهم: آخذ عليكم الميثاق، قالوا: نعم، قال: فامسحوا أيديكم على الحجر فمسحوا، ثم قال: يا آدم ارفع رأسك وانظر فرفع رأسه فرأى ذريته على صورهم فرأى فيهم الأنبياء مثل السرج يزهرون ورأى العلماء مثل الكواكب يتلألؤون ورأى أصحاب اليمين في مثل بياض البيض ورأى أصحاب الشمال مثل سواد القير ورأى فيهم الغني والفقير والقوي والضعيف والصحيح والمبتلى والمؤمن والكافر، فقال: إللهي من هؤلاء؟ قال: هؤلاء ذريتك، قال: فمن هؤلاء مثل السرج؟ قال: الأنبياء من ذريتك، قال: فمن هؤلاء مثل الكواكب؟ قال: العلماء من ذريتك وهم ورثة الأنبياء قال: فمن هؤلاء في بياض البيض؟ قال: هؤلاء أصحاب اليمين خلقتهم سعداء، قال فمن هؤلاء في سواد القير؟ قال: أصحاب الشمال خلقتهم أشقياء، قال: يا رب لو شئت لساويت بين خلقهم أجمعين. قال: يا آدم إني حميد أحب أن أخمد فلذلك جعلتهم أصنافا ليشكروني على ما اثرمت به من آكرمته، ثم قال: يا آدم إني خلقت السماء وخلقت لها أهلا وخلقت الأرض وخلقت لها أهلا وخلقت الجنة وخلقت لها أهلا، وخلقت النار وخلقت لها أهلا، قال: ثم يميزهم صنفين عن يمين العرش وعن يسار العرش ويقال عن يمين آدم، وعن يساره ثم قال هؤلاء في الجنة ولا أبالي وهؤلاء في النار ولا أبالي، قال: ثم قرأ رسول الله: واذكر في الكتب إدريسر} (مريم: الآية 256 (إدريس)(1) هو جذ نوح واسمه آخنوخ أي آخنوح بن مهيدهل بن برذ بن قينان بن آنوش بن شيث بن آدم عليه السلام سمي إدريسا لكثرة درسه الكتب وكان خياطا وهو أول من خط بالقلم وأول من خاط الثياب ولبس المخيط وكان من قبله يلبسون الجلود وأول من اتخذ السلاح وقاتل الكفار وأول من نظر في علم الحساب إنه كان صديقا بيا ورفعنه مكانا عليا (مريم: الآيتان 56، 57] يعني الجنة وقيل: هي الرفعة بعلو الرتبة في الدنيا وقيل: إنه رفع إلى السماء الرابعة، روي عن النبي ية أنه رآه في السماء الرابعة ليلة المعراج وكان سبب رفع (1) ادريس عنوان توضيحي، وادريس: وهو آخنوخ هذا هو عمود نسب رسول الله على ما ذكره غير واحد من علماء النسب، وكان أول بني آدم أعطي النبوة بعد آدم وشيث عليهما السلام. ابن كثر، البداية والنهاية 158/1.
Page 35