261

Histoire de la littérature arabe au XIXe siècle et au premier quart du XXe siècle

تاريخ الآداب العربية في القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين

Maison d'édition

دار المشرق

Édition

الثالثة

Lieu d'édition

بيروت

Genres

زاد في الدنيا بلائي ... وحتى ظهري شقائي
بكِ علَّقتُ رجائي ... يا رجا أهل المتاعبُ
أنت في كل بليَّةْ ... مُلتجى كل البرَّيةْ
من دعاكِ يا تقَّيةْ ... فهو لا يرتدُّ خائبْ
في الخطايا ضاع عمري ... ونما جهلي وشرّي
لك قد سلَّمتُ أمري ... فاقبلي من جاء تائبْ
ولالياس المذكور سمي آخر عرف مثله بالياس صالح من ملته ولعله من قرابته اشتهر بعده بقليل. ولد في بيروت سنة ١٨٦٩ وقيل ١٨٧٠ وتلقى العلوم في الكلية الأميركانية ونبغ في العربية إلا أن الموت لم يسمح له بخدمة الآداب زمنًا طويلًا فقصفته المنية غصنًا رطبًا في ٢ حزيران سنة ١٨٩٥ وكان سافر إلى مصر فكتب في جريدة المقطم وله قصائد كثيرة وكان سلس النظم مبتكر المعاني يقول الشعر عفوًا وكان حر الأفكار يجاري في ذلك بعض المحدثين. وله قصيدة في الحرية مزج فيها الغث بالسمين. ومن أقواله الزهدية الحسنة ما ورد له في جملة موشح:
يا إلهي من ذنوبي والخطا ... مُلئ الدلوُ لعقد الكُرب
وفد الشيب بفَوْدي وخطا ... وأحاطت بي دعاوى الكرب
يا مليكي في يدي قد سقُطا ... وأنا بعدُ أنا لم أتُب
إنما في دم فادي إلا نما ... أرتجي تطهير كل الدنسِ
فهو عوني كلما الخطبُ طما ... وادلهّم الهم وسط الحندس
ومن ظريف قوله لغز في اسمه (الياس صالح):
أفصحْ لنا يا صاحبي ... ولك منا المننُ
ما أسم فتى تفسيرهُ ... قطعْ الرجاء حسَنُ
وله في ذم النحو متفكهًا:
ماذا الذي يهمنّي ... أن قام زيدٌ أو قعدْ
أو أن ذهبتُ ماشيًا ... أو راكبًا نحو البلدْ

1 / 262