350

Le Livre de l'Histoire

كتاب التأريخ

Maison d'édition

دار صادر

Lieu d'édition

بيروت

Régions
Irak

وكان رسم رايته العقاب وكانت سوداء على عمل الطيلسان وكان له سيف يقال له المخدم وسيف يقال له الرسوب وسيفه الذي يلزمه ذو الفقار وقد روي أن جبريل نزل به من السماء فكان طوله سبعة أشبار وعرضه شبرا وفي وسطه كال وكانت عليه قبيعة فضة ونعل فضة وفيه حلقتان فضة ورمحه المثوي حربته العنزة وكان يمشي بها في الأعياد بين يديه ويقول هكذا أخلاق السنن وقوسه الكتوم وكنانته الكافور ونبله المتصلة وترسه الزلوق ومغفره السبوع ودرعه ذات الفضول وفيها زردتان زائدتان وفرسه السكب وفرس آخر المرتجز وفرس آخر السجل وفرس آخر البحر وأجرى الخيل فجاء فرسه سابقا فجثا على ركبتيه وقال ما هو إلا البحر وكان يقول الخيل في نواصيها الخير وكانت له ناقة يقال لها القصوى وناقة يقال لها العضباء وناقة يقال لها الجذعاء وسابق بالإبل فجاءت ناقته العضباء سابقة وعليها أسامة بن زيد فقال الناس سبق رسول الله فقال رسول الله سبق أسامة وكانت بغلته الشهباء يقال لها الدلدل أهداها له المقوقس وبغلة أخرى طويلة مرتفعة يقال لها الابلية وحماره اليعفور وكانت له شاة يشرب من لبنها يقال لها غيثة وقدح يقال له الريان وقدح يقال له العير وقضيب يقال له الممشوق وجبة يقال لها الكن وعمامة سوداء يقال لها السحاب وذكر أبو البختري أنه كان له منطقة من أديم مبشورة فيها إبزيم وثلاث حلقات كالفلك من فضة فإنه كان يلبس برود الحبر أزرا أو أردية البيضاء والقلنسوة الحبر والجبة السندس الخضراء وليس بالذي عن عن لبسهما فما لبس الصوف حتى قبضه الله إليه وكان له فراش أدم وكان يلبس الملحفة المصبوغة بالزعفران والورس ويلبس الإزار الواحد يعقده بين كتفيه وكان يتطيب حتى يصبغ الطيب رداءه من موضع رأسه وحتى يرى وميض المسك من مفرقه وحتى يعرف مجيئه بطيب رائحته من بعيد قبل أن يرى وكان يقول أطيب الطيب المسك وكان لا يعرض عليه بطيب إلا تطيب منه وكان إذا أراد الخروج من منزله امتشط وسوى جمته وأصلح شعره وكان يقول إن الله يحب من عبده أن يكون له حسن الهيئة ويروى أنه كان يلبس البرنس والشملة وكان له ثوبان وكان يلبس الخاتم ويصير فضة فصه مما يلي الكف ويلبسه في اليد اليمنى واليد اليسرى ويضعه في إصبعه الوسطى في المفصل ويديره في أصابع يده

خطب رسول الله ومواعظه وتأديبه بالأخلاق الشريفة

وكان يخطب أصحابه ويعظهم ويعلمهم محاسن الأخلاق ومكارم الأفعال

خطب رسول الله فقال في خطبته أيها الناس إن لكم معالم فانتهوا إلى معالمكم وإن لكم نهاية فانتهوا إلى نهايتكم وإن المؤمن بين مخافتين بين أجل قد مضى ولا يدري ما الله صانع فيه وأجل قد بقي ما يدري ما الله قاض فيه فليأخذ العبد من نفسه لنفسه ومن دنياه لآخرته في الشبيبة قبل الكبر وفي الحياة قبل الممات فوالذي نفس محمد بيده ما بعد الموت من مستعتب وما بعد الدنيا من دار إلا الجنة أو النار

وخطب يوما فقال في خطبته إن الله ليس بينه وبين أحد قرابة يعطيه بها خيرا ولا حق يصرف به عنه سوءا إلا بطاعته واتباع مرضاته واجتناب سخطه إن الله تبارك وتعالى على إرادته ولو كره الخلق ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن

﴿وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب

وخطب رسول الله فقال في خطبته طوبى لعبد طاب كسبه وحسنت خليقته وصلحت سريرته وأنفق الفضل من ماله وترك الفضول من قوله وكف عن الناس شره وأنصفهم من نفسه إنه من عرف الله خاف الله ومن خاف الله شحت نفسه عن الدنيا

Page 89