Le Livre de l'Histoire
كتاب التأريخ
Maison d'édition
دار صادر
Lieu d'édition
بيروت
ثم كانت وقعة بني قريظة وهي فخذ من جذام إخوة النضير ويقال إن تهودهم كان في أيام عاديا أي السموأل ثم نزلوا بجبل يقال له قريظة فنسبوا إليه وقد قيل إن قريظة اسم جدهم بعقب الخندق وكان بينهم وبين رسول الله صلح فنقضوه ومالوا مع قريش فوجه إليهم سعد بن معاذ وعبد الله بن رواحة وخوات بن جبير فذكروهم العهد وأساءوا الإجابة فلما انهزمت قريش يوم الخندق دعا رسول الله عليا فقال له قدم راية المهاجرين إلى بني قريظة وقال عزمت عليكم ألا تصلوا العصر إلا في بني قريظة وركب حمارا له فلما دنا منهم لقيه علي بن أبي طالب فقال يا رسول الله لا تدن فقال أحسب أن القوم أساءوا القول فقال نعم يا رسول الله فيقال إنه قال بيده هكذا وهكذا فانفرج البجل حين رأوه وقال يا عبدة الطاغوت يا وجوه القردة والخنازير فعل الله بكم وفعل فقالوا يا أبا القاسم ما كنت فاحشا فاستحيا فرجع القهقري ولم يتخلف عنه من المهاجرين أحد وأفاء عامة الأنصار ففتل من بني قريظة ثم تحصنوا فحاصرهم رسول الله أياما حتى نزلوا على حكم سعد بن معاذ الأنصاري فحضر سعد عليلا فقالوا له قل يا أبا عمرو وأحسن فقال قد آن لسعد أن لا تأخذه في الله لومة لائم أرضيتم بحكمي قالوا نعم ثم قال قد حكمت أن تقتل مقاتلتهم وتسبي ذراريهم وتجعل أموالهم للمهاجرين دون الأنصار فقال رسول الله لقد حكمت بحكم الله من فوق سبع سماوات ثم قدمهم عشرة عشرة فضرب أعناقهم وكانت عدتهم سبعمائة وخمسين فانصرف رسول الله واصطفى منهم ست عشرة جارية فقسمها على فقراء هاشم وأخذ لنفسه منهن واحدة يقال لها ريحانة وقسمت أموال بني قريضة ونساؤهم وأعلم سهم الفارس وسهم الراجل فكان الفارس يأخذ سهمين والراجل سهما وكان أول مغنم أعلم فيه سهم الفارس وكانت الخيل ثمانية وثلاثين فرسا
وقعة بني المصطلق
ثم كانت وقعة بني المصطلق من خزاعة لقيهم رسول الله بالمريسيع وهزمهم وسباهم فكان ممن سبى في غزاته جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار وقتل أبوها وعمها وزوجها فوقعت في سهم ثابت بن قيس بن شماس الخزرجي فكاتبها فأتت رسول الله في مكاتبتها فقضى عليها مكاتبتها وتزوجها وجعل صداقها عتقها فلم يبق عنده من سبي بني المصطلق أحد إلا أعتقه وتزوجوا من فيهم من النساء لتزويج رسول الله جويرية
وفي هذه الغزاة قال أصحاب الإفك في عائشة ما قالوا فأنزل الله عز وجل براءتها وكانت تخلفت لبعض شأنها فجاء صفوان بن المعطل السلمي فصيرها على بعيره وقادها فقال من قال فيها الإفك وجلد رسول الله حسان بن ثابت ومسطح بن أثاثة وعبد الله بن أبي بن سلول وهو الذي تولى كبره وحمنة بنت جحش أخت زينب بنت جحش وأسلم بنو المصطلق وبعثوا إلى رسول الله بإسلامهم فبعث الوليد بن عقبة بن أبي معيط ليقبض صدقاتهم فانصرف إلى رسول الله فأنزل الله عز وجل
﴿يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين﴾
Page 53