Le Livre de l'Histoire
كتاب التأريخ
Maison d'édition
دار صادر
Lieu d'édition
بيروت
مهاجرة الحبشة
ولما رأى رسول الله ما فيه أصحابه من الجهد والعذاب وما هو فيه من الأمن بمنع أبي طالب عمه إياه قال لهم ارحلوا مهاجرين إلى أرض الحبشة إلى النجاشي فإنه يحسن الجوار فخرج في المرة الأولى اثنا عشر رجلا وفي المرة الثانية سبعون رجلا سوى أبنائهم ونسائهم وهم المهاجرون الأولون فكان لهم عند النجاشي منزلة وكان يرسل إلى جعفر فيسأله عما يريد فلما بلغ قريشا ذلك وجهت بعمرو بن العاص وعمارة بن الوليد المخزومي إلى النجاشي بهدايا وسألوه أن يبعث إليهم بمن صار إليه من أصحاب رسول الله وقالوا سفهاء من قومنا خرجوا عن ديننا وضللوا أمواتنا وعابوا آلهتنا وإن تركناهم ورأيهم لم نأمن أن يفسدوا دينك فلما قال عمرو وعمارة للنجاشي هذا أرسل إلى جعفر فسأله فقال إن هؤلاء على شر دين يعبدون الحجارة ويصلون للأصنام ويقطعون الأرحام ويستعملون الظلم ويستحلون المحارم وإن الله بعث فينا نبيا من أعظمنا قدرا وأشرفنا سررا وأصدقنا لهجة وأعزنا بيتا فأمر عن الله بترك عبادة الأوثان واجتناب المظالم والمحارم والعمل بالحق والعبادة له وحده فرد على عمرو وعمارة الهدايا وقال أدفع إليكم قوما في جواري على دين الحق وأنتم على دين الباطل وقال لجعفر اقرأ علي شيئا مما أنزل على نبيكم فقرأ عليه
﴿كهيعص﴾
فبكى وبكى من بحضرته من الأساقفة فقال له عمرو وعمارة أيها الملك إنهم يزعمون أن المسيح عبد مملوك فأوحشه ذلك وأرسل إلى جعفر فقال له ما تقول وما يقول صاحبكم في المسيح قال إنه يقول إنه روح الله وكلمته ألقاها إلى العذراء البتول فأخذ عودا بين إصبعيه ثم قال ما يزيد المسيح على ما قلت ولا مقدار هذا
Page 29