Le Livre de l'Histoire
كتاب التأريخ
Maison d'édition
دار صادر
Lieu d'édition
بيروت
وكانت ديار إياد بعد اليمامة الحيرة ومنازلهم الخورنق والسدير وبارق ثم أجلاهم كسرى عن ديارهم فأنزلهم تكريت مدينة قديمة على شط دجلة ثم أخرجهم عن تكريت إلى بلاد الروم فنزلوا بأنقرة من الروم ورئيسهم يومئذ كعب بن مامة ثم خرجوا بعد ذلك فجماهير قبائل إياد أربعة مالك وحذاقة ويقدم ونزار فهذه بطون إياد وفيهم يقول الأسود بن يعفر التميمي
( أهل الخورنق والسدير وبارق
والقصر ذي الشرفات من سنداد )
( الواطئون على صدور نعالهم
يمشون في الدفني والأبراد )
( عفت الرياح على محل ديارهم
فكأنما كانوا على ميعاد )
( نزلوا بانقرة يسيل عليهم
ماء الفرات يجيء من اطواد )
( بلد تخيرها لطول مقليها
كعب بن مامة وابن أم دؤاد )
وذكر أبو دؤاد الأيادي بعض ذلك وكان أبو دؤاد اشعر شعرائهم وبعده لقيط بالعراق فلما بلغه أن كسرى آلى على نفسه أن ينفي إيادا من تكريت وهي ارض من ارض الموصل كتب صحيفة بعث بها إليهم وفيها
( سلام في الصحيفة من لقيط
إلى من بالجزيرة من إياد )
( فإن الليث ياتيكم بياتا
فلا يشغلكم سوق النقاد )
( أتاكم منهم سبعون ألفا
يزجون الكتائب كالجراد )
وأما مضر ابن نزار فسيد ولد أبيه وكان كريما حكيما ويروى عنه انه قال لولده من يزرع شرا يحصد ندامة وخير الخير اعجله فاحملوا أنفسكم على مكروهها فيما اصلحكم واصرفوها عن هواها فيما أفسدكم فليس بين الصلاح والفساد إلا صبر ووقاية
Page 226