L'éducation et l'enseignement en Islam
التربية والتعليم في الإسلام
Genres
أن يحافظ على أثاث المدرسة من الإتلاف والأوساخ. (9)
أن لا يتخذ باب المدرسة مجلسا، بل لا يجلس فيه إلا للحاجة كانقباض صدر أو ضيق، ولا يجلس كذلك في دهليزها المؤدي إلى الطريق، ولا يكثر من المشي في ساحة المدرسة من غير حاجة. (10)
أن لا ينظر في غرفة أحد من الطلاب أثناء مروره من شقوق الباب، وإن سلم سلم وهو ماش، ولا يكثر الإشارة والالتفات إلى الشبابيك والطاقات، لا سيما إذا كان فيها نساء، ويتحفظ من الضوضاء والصياح. (11)
أن يتقدم الطلاب على الدرس في حضور الدرس ويكونوا في أحسن الهيئات. وكان الشيخ أبو عمر بن الصلاح يقطع من يحضر من الطلاب بغير عمامة أو مفكك أزرار الفرجية والجبة.
هذه هي الشروط والآداب التي أضحت تقاليد متبعة في أكثر المدارس في الإسلام بعد أن وجدت تلك المدارس وكثرت واستقرت أنظمتها واتسقت أحوالها وبرامجها. (3) التعليم عند المسلمين «أهدافه، مواده، مناهجه» (3-1) توطئة في التعليم عند الأمم القديمة
قدمنا في الفصل الخاص ب «الكتاتيب» شيئا عن برامج التعليم فيها، ونريد هنا أن نبين شيئا عن برامج «المدرسة» وأهداف التعليم فيها، ونريد قبل أن نشرع في تفصيل ذلك أن نلم إلمامة بالتعليم عند الأمم القديمة المجاورة للمسلمين من فرس ويونان وروم ومسيحيين؛ لما في ذلك من فائدة، ولأن المسلمين قد اقتبسوا بعض ما يتعلق بالتعليم عن هذه الأمم. ولقد ظلت الدواوين في الدولة العربية بالفارسية والرومية إلى أيام عبد الملك، فكان طبيعيا جدا أن يركن إلى نظام التعليم عند الفرس والروم ليفيدوا منه ما يلائم أوضاعهم وأسلوب دولتهم، يقول الجهشياري: «... ولم يزل في الكوفة والبصرة ديوانان؛ أحدهما بالعربية لإحصاء الناس وأعطياتهم، وهذا الذي كان عمر قد رسمه، والآخر لوجوه الأموال الفارسية، وكان بالشام مثل ذلك أحدهما بالرومية والآخر بالعربية، فجرى الأمر على ذلك إلى أيام عبد الملك.»
174
وقال في موضع آخر: «وكان أكثر كتاب خراسان إذ ذاك مجوسا، وكانت الحسابات بالفارسية، فكتب يوسف بن عمرو - وكان يتقلد العراق في سنة أربع وعشرين ومائة - إلى نصر بن سيار كتابا أنفذه مع رجل يعرف بسليمان الطيار يأمره ألا يستعين بأحد من أهل الشرك في أعماله وكتابته.»
175
ولا شك في أن العرب كانوا يستمدون من الفرس والروم ما عندهم من آداب ونظم وتعاليم. أما عن الفرس فيقول الأستاذ علي أكبر مظاهري في رسالته المفيدة التي سماها «الأسرة الإيرانية قبل الإسلام»: «كان الطفل الإيراني قبل الإسلام يتعلم مهنة أبيه؛ لأن النظام الاجتماعي الفارسي في إيران كان يقضي بتوزيع الناس إلى طبقات يتوارث أبناء كل طبقة صناعة آبائهم وأهلهم.» وفي ذلك يقول الفردوسي:
Page inconnue