ثم بعد أن فرغ من تحصيل العلوم الأدبية في برهة من الزمان، ذهب إلى بلدة كاشان واصفهان، واشتغل بتحصيل علمي الأصول والفقه وتكميل السطوح والمتون من العلمين، فقرأ على الفاضل النراقي كتابي المفتاح والمناهج له في قلائل من الزمان. ثم قرأ في اصفهان على العالم العامل الكامل المحقق المدقق الجامع بين المعقول والمنقول علامة زمانه الفائق على أقرانه الظريف الطريف الحاج محمد جعفر الآباده اي الفارسي أصلا الاصفهاني موقفا الروضة البهية والمعالم والقوانين. وعلى استاده الفاضل الفقيه النبيه آقا محمد علي بن آقا محمد باقر المازندراني كتاب معالم الاصول من مبحث الأمر إلى وسط مباحث التخصيص، وبعض مباحث الروضة البهية من العبادات. وعلى الحاج ملا نور علي المازندراني بعض المسائل الاصولية في برهة من الزمان. وببالي أنه قال: قبل مسافرته إلى العتبات العاليات كان في البروجرد أياما قلائل مشتغلا بمطالعة كتاب القوانين من أول الليل الى الطلوع في المدرسة التي هي الآن موجودة، وهي واقعة في محلة صوفيان. سمعت منه أنه قال: لما اعتضل علي المطالب المندرجة في الكتاب فلم تنحل، فوضعت رأسي على الجدار وبكيت حتى يسهل لي الخطب في حل مشكلاته. فلما كمل له فهم السطوح من كل علم سيما الاصول والفقه، سيما كتاب القوانين من الاصول. فانه طاب ثراه كان فهم عباراته وحل مشكلاته ومغلقاته، حافظا لغالب عباراته، لم أر أحدا مثله في حل عقده وانفتاح قفله، مع أنه أشكل وأعضل من كل الكتب الاصولية التي هي الآن في أيدينا من الأوائل والأواخر، ولذا يعترضون عليه كثيرا من الاعتراضات الغير الواردة، لقصور المعترضين عن فهم معانيه وادراك بطونه. ثم راح إلى العتبات وقبل وصوله وتشرفه الى كربلاء مكث في كرمانشاه قليلا من الزمان، وقرأ على العالم الكامل المحقق المدقق الالمعي الأوزعي الحاج ملا عباس
--- [ 11 ]
Page 10