120

وقال الفجرة : إنه ظن أن لا يقدر الله عليه ، أن لا يمكنه أن يفعل فيه!! وهذا كفر صراح لا يمكن أن يعتقده مقلد في الإيمان ، فكيف نبي؟.

وقد تذاكرت مع طالب من طلبة الأندلس ملحوظ بالطلب ، فقال لي ذلك ، وبالإجماع أنه من ظن أن لا يقدر الله عز وجل عليه على وجه العجز عنه أو الفوت من قضائه وقدره فهو كافر.

وأما قوله تعالى : ( فالتقمه الحوت وهو مليم ) [الصافات : 37 / 142] أي أتى ما يلام عليه. وليس كل من أتى ما يلام عليه يقع لومه. فإن كان تعالى لم يلمه ، فقد اندفع الاعتراض لعدم اللوم ، والأظهر أنه لم يلمه ، إذ لو وقع اللوم لقال : وهو ملوم ، وإن كان لامه فاللوم قد يكون عتابا ، وقد يكون ذما ، فإن صح وقوع لومه فكان من الله عتابا له على فراره لا ذما ، إذ المعاتب محبور (1) والمذموم مدحور.

فاعلم رحمك الله صحة التفرقة بين اللوم والذم ، قال الشاعر : (2)

لعل عتبك محمود عواقبه

فربما صحت الأجسام بالعلل!

وقال آخر : (3)

إذا ذهب العتاب فليس ود

ويبقى الود ما بقي العتاب

وقال آخر (4):

لو كنت عاتبتي لسكن لوعتي

أملي رضاك وزرت غير مراقب

Page 130