459

L'illumination de Miqbas

تنوير المقباس من تفسير ابن عباس

Maison d'édition

دار الكتب العلمية

Lieu d'édition

لبنان

والحلال وَالْحرَام ﴿وَلِلْكَافِرِينَ﴾ بآيَات الله ﴿عَذَابٌ مُّهِينٌ﴾ يهانون بِهِ وَيُقَال عَذَاب شَدِيد
﴿يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ الله جَمِيعًا﴾ جَمِيع أهل الْأَدْيَان ﴿فَيُنَبِّئُهُمْ﴾ ويخبرهم ﴿بِمَا عمِلُوا﴾ فِي الدُّنْيَا (أَحْصَاهُ الله) حفظ الله عَلَيْهِم أَعْمَالهم ﴿وَنَسُوهُ﴾ تركُوا طَاعَة الله الَّتِي أَمرهم الله بهَا ﴿وَالله على كُلِّ شَيْءٍ﴾ من أَعْمَالهم ﴿شَهِيدٌ﴾
﴿أَلَمْ تَرَ﴾ ألم تخبر فِي الْقُرْآن يَا مُحَمَّد ﴿أَنَّ الله يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْض﴾ من الْخلق ﴿مَا يَكُونُ مِن نجوى﴾ تناجى ﴿ثَلاَثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ﴾ إِلَّا الله عَالم بهم وبأعمالهم وبمناجاتهم ﴿وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ﴾ إِلَّا الله عَالم بهم وبمناجاتهم ﴿وَلاَ أدنى مِن ذَلِك﴾ وَلَا أقل من ذَلِك ﴿وَلاَ أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ﴾ عَالم بهم وبمناجاتهم ﴿أَيْنَ مَا كَانُواْ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم﴾ يُخْبِرهُمْ ﴿بِمَا عَمِلُواْ﴾ فِي الدُّنْيَا ﴿يَوْمَ الْقِيَامَة إِنَّ الله بِكُلِّ شَيْءٍ﴾ من أَعْمَالهم ومناجاتهم ﴿عَلِيمٌ﴾ نزلت هَذِه الْآيَة فِي صَفْوَان بن أُميَّة وَخَتنه وقصتهم مَذْكُورَة فِي سُورَة حم السَّجْدَة
﴿أَلَمْ تَرَ﴾ ألم تنظر يَا مُحَمَّد ﴿إِلَى الَّذين نُهُواْ عَنِ النَّجْوَى﴾ دون الْمُؤمنِينَ المخلصين ﴿ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ﴾ من النَّجْوَى دون الْمُؤمنِينَ المخلصين ﴿وَيَتَنَاجَوْنَ﴾ فِيمَا بَينهم ﴿بالإثم﴾ بِالْكَذِبِ ﴿والعدوان﴾ وَالظُّلم ﴿ومعصية الرَّسُول﴾ بمخالفة الرَّسُول بعد مَا نَهَاهُم النَّبِي ﷺ وهم المُنَافِقُونَ كَانُوا يتناجون فِيمَا بَينهم مَعَ الْيَهُود فِي خبر سَرَايَا الْمُؤمنِينَ لكَي يحزن بذلك الْمُؤْمِنُونَ ﴿وَإِذا جاؤوك﴾ يَعْنِي الْيَهُود ﴿حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ الله﴾ سلمُوا عَلَيْك سَلاما لم يُسلمهُ الله عَلَيْك وَلم يَأْمُرك بِهِ وَكَانُوا يجيئون إِلَى النبى ﷺ ﴿وَيَقُولُونَ﴾ السام عَلَيْك فَيرد عَلَيْهِم النبى ﷺ عَلَيْكُم السام وَكَانَ السام بلغتهم الْمَوْت وَيَقُولُونَ ﴿فِي أَنفُسِهِمْ﴾ فِيمَا بَينهم ﴿لَوْلاَ﴾ هلا ﴿يُعَذِّبُنَا الله بِمَا نَقُولُ﴾ لنَبيه لَو كَانَ نَبيا كَمَا يزْعم لَكَانَ دعاؤه مستجابًا علينا حَيْثُ نقُول السام عَلَيْك فَيرد علينا عَلَيْكُم السام فَأنْزل الله فيهم ﴿حَسْبُهُمْ﴾ مصيرهم مصير الْيَهُود فِي الْآخِرَة ﴿جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا﴾ يدْخلُونَهَا ﴿فَبِئْسَ الْمصير﴾ صَارُوا إِلَيْهِ النَّار
﴿يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا﴾ بِمُحَمد ﷺ وَالْقُرْآن ﴿إِذَا تَنَاجَيْتُمْ﴾ فِيمَا بَيْنكُم ﴿فَلاَ تَتَنَاجَوْاْ بالإثم﴾ بِالْكَذِبِ ﴿والعدوان﴾ بالظلم ﴿ومعصية الرَّسُول﴾ بِخِلَاف أَمر الرَّسُول كمناجاة الْمُنَافِقين مَعَ الْيَهُود دون الْمُؤمنِينَ المخلصين ﴿وَتَنَاجَوْاْ بِالْبرِّ﴾ بأَدَاء فَرَائض الله وإحسان بَعْضكُم إِلَى بعض ﴿وَالتَّقوى﴾ ترك الْمعاصِي والجفاء ﴿وَاتَّقوا الله﴾ اخشوا الله فِي أَن تتناجوا دون الْمُؤمنِينَ المخلصين ﴿الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾ فِي الْآخِرَة
﴿إِنَّمَا النَّجْوَى﴾ نجوى الْمُنَافِقين مَعَ الْيَهُود دون الْمُؤمنِينَ ﴿مِنَ الشَّيْطَان﴾ من طَاعَة الشَّيْطَان وبأمر الشَّيْطَان ﴿ليحزن الَّذين آمنُوا﴾ بِمُحَمد ﷺ وَالْقُرْآن ﴿وَلَيْسَ بِضَآرِّهِمْ﴾ بضار الْمُؤمنِينَ مُنَاجَاة الْمُنَافِقين ﴿شَيْئًا إِلاَّ بِإِذْنِ الله﴾ بِإِرَادَة الله ﴿وَعَلَى الله فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾ وعَلى الْمُؤمنِينَ أَن يتوكلوا على الله لَا على غَيره
﴿يَا أَيهَا الَّذين آمَنُواْ إِذَا قِيلَ لَكُمْ﴾ إِذا قَالَ لكم النبى ﷺ ﴿تَفَسَّحُواْ﴾ توسعوا ﴿فِي الْمجَالِس فافسحوا﴾ وَسعوا ﴿يَفْسَحِ الله﴾ يُوسع الله ﴿لَكُمْ﴾ فِي الْآخِرَة فِي الْجنَّة نزلت هَذِه الْآيَة فِي شَأْن ثَابت بن قيس بن شماس وقصته فِي سُورَة الحجرات وَيُقَال نزلت فِي نفر من أهل بدر مِنْهُم ثَابت بن قيس ابْن شماس جَاءُوا إِلَى النبى ﷺ وَكَانَ النَّبِي جَالِسا فِي صفة صَفِيَّة يَوْم الْجُمُعَة فَلم يَجدوا مَكَانا يَجْلِسُونَ فِيهِ فَقَامُوا على رَأس الْمجْلس فَقَالَ النبى ﷺ لمن لم يكن من أهل بدر يَا فلَان قُم وَيَا فلَان قُم من مَكَانك ليجلس فِيهِ من كَانَ من أهل بدر وَكَانَ النبى ﷺ يكرم أهل بدر فَعرف النبى ﷺ الْكَرَاهِيَة لمن أَقَامَهُ من الْمجْلس فَأنْزل الله فيهم هَذِه الْآيَة ﴿وَإِذَا قِيلَ انشزوا﴾ ارتفعوا فى الصَّلَاة وَالْجهَاد وَالذكر

1 / 461