Alerte aux assoiffés sur la source des altérés en matière de calligraphie coranique

Rajraji d. 899 AH
144

Alerte aux assoiffés sur la source des altérés en matière de calligraphie coranique

تنبيه العطشان على مورد الظمآن في الرسم القرآني

Genres

قول عائشة - رضي الله عنها - : " من قبلة الرجل امرأته الوضوء "(¬5)، فأعملت - رضي الله عنها - اسم المصدر الذي هو القبلة ، فمصدر قبل الرجل امرأته : هو التقبيل لا القبلة ، وهذا المجرور الذي هو (( لمن يخط )) في الأصل نعت لملجأ ، ولكن إذا قدم نعت النكرة عليها انتصب على الحال ، كقولهم : "هذا رجل مقبل" ، فإذا قدم صار حالا ، فيقال : "هذا مقبلا رجل" ، فقوله إذا : (( لمن يخط )) متعلق بحال من الهاء في جعله كائنا لمن يخط ملجأ ، وقوله : (( ملجأ )) مفعول بالمصدر الذي هو جعله ، والمفعول الأول محذوف ، تقديره : جعل عثمان المصحف ملجأ ، هذا إذا قلنا بإضافة المصدر إلى الفاعل الذي هو عثمان ، وإذا قلنا بإضافته إلى المفعول الذي هو المصحف ، فالمفعول الأول هو في جعله ، تقديره : في جعل المصحف ملجئا](¬1). ثم قال :

[14] وجاء آثار في الاقتداء **** بصحبة الغر ذوي العلاء

لما ذكر الناظم وجوب الاقتداء بما فعل عثمان - رضي الله عنه - ، أراد أن يذكر هنا الدليل على وجود ذلك ، فقال : (( وجاء آثار )) ، أي جاء وأتى وورد آثار ، وهو جمع مفرده أثر نحو : خبر وأخبار ، وبصر وأبصار ، وقلم وأقلام ، وقدم وأقدام .

والآثار(¬2): هي الأحاديث والأخبار ، لأن الأثر والحديث والخبر مترادفة على معنى واحد ، على مذهب الجمهور من أرباب الحديث ، وقيل : إن الأثر مخصوص بالموقوف على الصحابة ، أي دون المرفوع إلى النبي - عليه السلام - .

Page 204