204

============================================================

الشهيد شح معالمر العدل والتوحيل ثبت أنه لا طريق إلى تعقل تلك الحقيقة إلا بواسطة ذلك الوصف، فلو كان تستحق صفاته لمعان قديمة لزم أن تكون مساوية لذاته في تمام حقيقتها، فيلزم أن تكون كل واحد من تلك المعاني مثلا لذاته تعالى، فيكون كل واحد منها ذاتا مستقلة موصوفة بالصفات المعتبرة في الالهية، فيكون كل واحد منها إلها، ولا تكون صفة أولى من أن تكون موصوفة، وهذا محال.

فبطل القول بالمعاني القديمة.

الوجه الثالث أن كون القديم تعالى قادرا وعالما وحيا أمور واجبة، والواجب يستحيل تعليله بعلة. وإنما قلنا إنها أمور واجبة فلأمرين: أما أولا فلأنه لا خلاف بيننا وبين خصومنا في كونها واجبة.

وأما ثانيا فلأنه يستحيل خروج ذاته عن كونها قادرة وعالمة وحية، ولا نعني بكونها واجبة إلا ذاك؛ فثبت أنها واجبة.

وانما قلنا إن الواجب يستحيل تعليله فلأمرين: أما أولا فلأن الوجوب دليل الغنى كما نقوله في صفة العلة؛ فإنها لما كانت واجبة استغنت بوجوبها عن العلة.

وأما ثانيا فلما ثبت من امتناع تعليل وجوب ذاته تعالى. وإنما امتنع لأجل وجوبها، فيجب امتناع تعليل ما كان واجبا بعلة.

الوجه الرابع أنه تعالى لو كان قادرا وعالما لمعان لولاها لم يكن حاصلا على هذه الصفات لكان يجب أن يكون محتاجا إليها، وهو تعالى يتعالى عن الحاجة في ذاته وفي صفاته، كما سيجيء مشروحا إن شاء الله تعالى. وإنما قلنا إنه يكون محتاجا إليها؛ لأنه لا يحصل على

Page 204