222

Tamhid Awail

تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل

Enquêteur

عماد الدين أحمد حيدر

Maison d'édition

مؤسسة الكتب الثقافية

Édition

الأولى

Année de publication

١٤٠٧هـ - ١٩٨٧م

Lieu d'édition

لبنان

بَاب الْكَلَام فِي معنى الصّفة وَهل هِيَ الْوَصْف أم معنى سواهُ
إِن قَالَ قَائِل مَا الصّفة عنْدكُمْ وَمَا الْوَصْف وَهل هما وَاحِد أم لَا
قيل لَهُ أما الصّفة فَهِيَ الشَّيْء الَّذِي يُوجد بالموصوف أَو يكون لَهُ ويكسبه الْوَصْف الَّذِي هُوَ النَّعْت الَّذِي يصدر عَن الصّفة
فَإِن كَانَت مِمَّا يُوجد تَارَة ويعدم أُخْرَى غيرت حكم الْمَوْصُوف وصيرته عِنْد وجودهَا على حكم لم يكن عَلَيْهِ عِنْد عدمهَا
وَذَلِكَ كالسواد وَالْبَيَاض والإرادة وَالْكَرَاهَة وَالْعلم وَالْجهل وَالْقُدْرَة وَالْعجز وَمَا جرى مجْرى ذَلِك مِمَّا يتَغَيَّر بِهِ الْمَوْصُوف إِذا وجد بِهِ ويكسبه حكما لم يكن عَلَيْهِ
وَإِن كَانَت الصّفة لَازِمَة كَانَ حكمهَا أَن تكسب من وجدت بِهِ حكما يُخَالف حكم من لَيست لَهُ تِلْكَ الصّفة
وَذَلِكَ نَحْو حَيَاة الْبَارِي سُبْحَانَهُ وَعلمه وَقدرته وَكَلَامه وإرادته وَمَا عدا ذَلِك من صِفَاته الثابته الْمُوجبَة لَهُ مُفَارقَة من لَيْسَ على هَذِه الصِّفَات وَإِن لم يتَغَيَّر الْقَدِيم سُبْحَانَهُ بوجودها بِهِ عَن حَالَة كَانَ عَلَيْهَا
إِذْ كَانَت لم تزل مَوْجُودَة وَلم يكن قطّ سُبْحَانَهُ مَوْجُودا وَلَيْسَ بِذِي حَيَاة وَلَا علم وَلَا قدرَة وَلَا سمع وَلَا بصر ثمَّ وجدت هَذِه الصِّفَات بعد أَن لم تكن لَهُ
وَلَا يجوز أَيْضا أَن يُوجد وقتا مَا وَلَيْسَ لَهُ هَذِه الصِّفَات إِذْ كَانَ الْعَدَم عَلَيْهَا مستحيلا
وَإِنَّمَا يتَغَيَّر بِوُجُود

1 / 244