الشَّياطينُ) فمعناه: تلت، وهو حكاية حال التلاوة فلذلك جاء بلفظ الحاضر. وقد ذكرنا هذا في موضع آخر من كلامنا.
وفيها:
وصفراءُ البُراية فَرْعُ نَبْعٍ ... تَضمَنَّهَا الشرائِعُ والنهوجُ
ويروى: فرع قان. وقال: القان الشجر التي تعمل منه القسي. كان أبو علي ﵀ يجعل عين " القان " ياء ويأخذه من: قَيَّنْتُ السيئ، أي حسنته وزينته، ويذهب على أن الشجر يُحَسنُ موضعه ويجمله. وليس يبعد عندي أن يكون القين وهو موضع القيد من هذا، وذلك انه بمنزلة الخلخال والسوار من المرأة وهما للجمال والزينة. قال ذو الرمة " من البسيط ":
دانى له القيدُ في ديمومة قَذَفٍ ... قينية وانحسرتْ عنه الأناعيم
ويكشف لك عن حقيقة ما نحن بسبيله قول أبى نواس " من الطويل ":
إذا قام غنّته علي الساقِ حليةٍ ... لها خطوة عند القيام قصيرُ
فجعل القيد حلية، أي هو في مكان الحلية من لابسها، وهو أيضا من جوهر الرض كالفضة والذهب.
نجز ما خرج من شعر عمرو بن الداخل.
1 / 29