وهذا البرهان مبناه على مقدمتين: إحداهما: أن الحركة [21 و: ع] الواحدة المختلفة بعينها في السرعة والبطء يوجد لها ذلك على ثلاثة أحوال: إما أن تكون الحركة مشتدة في أولها، وكلما خفت استرخت، وذلك كالحال في الحركة القسرية، وإما أن يكون اشتدادها في وسطها كالحال في عدو الحيوان وشدة حركته . واما أن يكون اشتدادها في آخرها كالحال في الحركات الطبيعية، مثل حركة الأرض إلى أسفل والنار إلى فوق. والمقدمة الثانية: أن الجرم السماوي ليس يمكن أن يوجد فيه مقدار ما من السرعة محدود، وذلك أنه ليس لحركته ابتداء ولا وسط ولا انتهاء إذ كان دائم الحركة. وإذا تقررت لنا هاتان المقدمتان فنرجع فنقول: إن كانت السماء الأولى تتحرك حركة مختلفة كان ضرورة لحركتها شدة واسترخاء محدود، وان كان لها شدة واسترخاء محدود فاما أن تكون الشدة في مبدإ الحركة أو في وسطها أو في منتهاها ، لكن ليس لها مبدأ ولا وسط ولا نهاية، فليس لها شدة ولا استرخاء، وإذا لم يكن لها شدة ولا استرخاء فليس لها اختلاف، وإذا لم تكن مختلفة فهي واحدة ومستوية، إذ كان ليس سبب اختلاف الحركة الواحدة بعينها شيئا غير الشدة والاسترخاء.
البرهان الثاني
Page 220