بالفعل على هذه النقط كلها التي لا نهاية لها فليس يعرض عن ذلك محال ، فان هذا الانزال وان كان كاذبا كان كاذبا ممكنا (1) (كاذب ممكن). والممكن لا يعرض عن وضعه موجودا بالفعل محال ، كما يعرض عن الكاذب الممتنع ، مثال ذلك انه لو انزلنا ان الخردلة يمكن ان تنقسم الى الف الف الف جرما ما لا يمكن احد او لا يقدر على ذلك مما يبطل طبيعة هذا الامكان ولا مما يوجب ان يكون انزالها منقسمة الى هذه الآلاف كذب ممتنعا (كذا) واذا فرضنا ان الجسم منقسم بكليته معا ، أي منقسم على اشياء غير متناهية معا ، فلا يخلو ان ينقسم الى اعظام غير منقسمة او الى اعظام منقسمة او نقط او الى اعراض من اعراضه او ينقسم الى لا شيء. وكونه منقسم / الى اعظام منقسمة مناقض لقولنا انه منقسم بكليته وانه منقسم على كل نقطة ، لانه / يبقى فيه شيء منقسم وهو تلك الاعظام؛ ولو انزلنا تلك الاعظام من الصغر بمنزلة النشارة التي ينقسم اليها الجسم المنشور وايضا فانه يلزم ان يوجد في الشيء المتناهي اعظام منقسمة غير متناهية بالفعل وذلك كله محال؛ وان انزلنا انه ينقسم الى نقط ويتركب عنها لم يحدث من ذلك عظم وذلك ان النقطة من شأنها ان ينطبق بعضها على بعض حتى تكون نقطة واحدة؛ وايضا فمما يدل ان النقط لا تزيد في العظم ولا تنقص منه انا متى قسمنا العظم بنقطتين او ثلاث تم ركبناه فليس يصير العظم اصغر مما كان ولا أعظم ، واذا لم
Page 24