50

Les ruses de Satan

تلبيس إبليس

Maison d'édition

دار الفكر للطباعة والنشر،بيرزت

Numéro d'édition

الطبعة الأولى

Année de publication

١٤٢١هـ/ ٢٠٠١م

Lieu d'édition

لبنان

وكان أقدمها مناة وكان منصوبا عَلَى ساحل البحر من ناحية المسلك بقديد بين مكة والمدينة وكانت العرب جميعا تعظمه والأوس والخزرج ومن نزل أدينة ومكة وما والاها ويذبحون لَهُ ويهدون لَهُ.
قَالَ هِشَامٌ وَحَدَّثَنَا رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَامِرِ بن يسار قال كَانَتِ الأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ وَمَنْ يَأْخُذُ مَأْخَذَهُمْ مِنَ الْعَرَبِ مِنْ أَهْلِ يَثْرِبَ وَغَيْرِهَا يَحُجُّونَ فَيَقِفُونَ مَعَ النَّاسِ الْمُوَاقِفَ كُلَّهَا وَلا يَحْلِقُونَ رُؤُوسَهُمْ فَإِذَا نَفَرُوا أَتَوْهُ فَحَلَقُوا عِنْدَهُ رُؤُوسَهُمْ وَأَقَامُوا عِنْدَهُ لا يَرَوْنَ لِحِجِّهِمْ تَمَامًا إِلا بِذَلِكَ وَكَانَتْ مُنَاةُ لِهُذَيْلَ وَخُزَاعَةَ فَبَعَثَ رَسُول اللَّهِ ﷺ عَلِيًّا ﵁ فَهَدَمَهَا عَامَ الْفَتْحِ.
ثُمَّ اتَّخَذُوا اللاتَ بِالطَّائِفِ وَهِيَ أَحْدَثُ مِنْ مَنَاةَ وَكَانَتْ صَخْرَةً مُرْتَفِعَةً١ وَكَانَتْ سَدَنَتُهَا مِنْ ثَقِيفٍ وَكَانُوا قَدْ بَنَوْا عَلَيْهَا بِنَاءً وَكَانَتْ قُرَيْشٌ وَجَمِيعُ الْعَرَبِ تُعَظِّمُ وَكَانَتِ الْعَرَبُ تُسَمِّي زَيْدً اللاتَ وَتَيْمَ اللاتَ وَكَانَتْ فِي مَوْضِعِ مَنَارَةِ مَسْجِدِ الطَّائِفِ الْيُسْرَى الْيَوْمَ فَلَمْ يَزَالُوا كَذَلِكَ حَتَّى أَسْلَمَتْ ثَقِيفٌ فَبَعَثَ رَسُول اللَّهِ ﷺ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ فَهَدَمَهَا وَحَرَقَهَا بِالنَّارِ.
ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعُزَّى وَهِيَ أَحْدَثُ مِنَ اللاتِ اتَّخَذَهُ ظَالِمُ بْنُ أَسْعَدَ وَكَانَتْ بِوَادِي نَخْلَةَ الشَّامِيَّةِ فَوْقَ ذَاتِ عِرْقٍ وَبَنَوْا عَلَيْهَا بَيْتًا وَكَانُوا يَسْمَعُونَ مِنْهُ الصَّوْتَ.
قَالَ هِشَامٌ وَحَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ﵄ قَالَ كَانَتِ الْعُزَّى شَيْطَانَةً تُأْتِي ثَلاثَ سَمِرَاتٍ بِبَطْنِ نَخْلَةٍ فَلَمَّا افْتَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مَكَّةَ بَعَثَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ فَقَالَ ائْتِ بَطْنَ نَخْلَةٍ فَإِنَّكَ تَجِدُ ثَلاثَ سَمِرَاتٍ فَاعْتَضِدِ الأُولَى فَأَتَاهَا فَعَضَدَهَا فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهِ قَالَ هَلْ رَأَيْتَ شَيْئًا قَالَ لا قَالَ فَاعْضِدِ الثَّانِيَةَ فَأَتَاهَا فَعَضَدَهَا ثُمَّ أَتَى النَّبِيِّ ﷺ فَقَالَ هَلْ رَأَيْتَ شَيْئًا قَالَ لا قَالَ فَاعْضِدِ الثَّالِثَةَ فَأَتَاهَا فَإِذَا هُوَ بِجِنِّيَّةٍ نَافِشَةٍ شَعْرَهَا وَاضِعَةٍ يَدَيْهَا عَلَى عَاتِقِهَا تَصُرُّ بِأَنْيَابِهَا وَخَلْفَهَا دَيْبَةُ السُّلَمِيُّ وَكَانَ سَادِنَهَا فَقَالَ خَالِدٌ:
يَا عُزُّ كُفْرَانَكَ لا سُبْحَانَكَ ... إِنِّي رَأَيْتُ الله قد أهانك

١ في نسخة مربعة.

1 / 53