عديني بالحياة أعترف لك بالحقيقة.
برسيا :
اعترف وعش.
باسانيو :
كان يجب أن تقولي؛ أقرر وأحبب، لأن إقراري لا يزيد عن معنى هاتين اللفظتين، ما أعذب ذلك العذاب الذي يعلمني مسببه كيف أنجو منه. لكن دعيني أعرف بختي بين هذه الصناديق.
برسيا :
إليها، وأعانك الله. إني في أحدها، فإن كنت لي محبا اهتديت إلي - «إلى الأتباع»
أي نريسا، أي هؤلاء جميعا، تنحوا قليلا - لتعزف الموسيقى مدة خيرته، فإن خسر كانت نهاية هوانا في النغم، كنهاية ذلك الطائر العوام الذي لا يجيد في حياته إلا صوتا يتغنى به قبيل وفاته. ولإتمام الشبه أجعل عندئذ عيوني الماء الصافي الذي يقضي فيه ذلك الهوى نحبه. أما إذا كسب فكيف يكون النغم إذن؟ ليكن نفخا في الأصوار بعيد الصدى، كما يكون حين تجثو الرعية المخلصة لدى ملكها المتوج حديثا، أو كذلك اللحن الشجي الذي يشدوه السعد في أذن الخطيب صباح اليوم الذي تتحقق فيه أحلامه، ويتأهب لعقد القران علي عتبة الهيكل. ها هو يتقدم بأقل جلالا ولكن بأكثر غراما من الفتى الشجاع «السيد» حين أنقذ البتول التي قربتها قبيلة طروادة باكية منتحبة للوحش البحري. على أنني أشبه بتلك الفتاة المقدمة للتضحية. أجد الذين حولي مستعدين كالطرواديين يتوقعون الختام وأقول: أماما يا هرقل، عش فأعيش - أنا شاهدة القتال سوى أنني أشد تأثرا منك يا من يقدم عليه. «تسمع الموسيقي خلال نظر باسانيو في الصناديق وتشاوره»
صوت ينشد:
أين مكان الهوى ومنبته
Page inconnue