إذا وجبت المصارحة بما في الضمير فقد أخطأت بأن منحته - من غير أن تبصر - أول هدية أهدتها إليك امرأتك ولا سيما أنها خاتم تقلدته، مقسما بالحرص عليه، وكان جديرا بأن يستمر لصيقا بلحمك مدى العمر، لأنه عربون الوفاء الزوجي، على أنني قد أهديت إلى قريني خاتما من قبيله، واستحلفته ألا يطيب عنه نفسا، فاسأله تتيقن كيقيني أنه لو بودل عليه بكنوز الخافقين، لما أخرجه من أصبعه. حقا يا غراتيانو. لقد أحدثت في نفس امرأتك سببا مثيرا للشجن، ولو أحدث بعلي مثله في قلبي لذهب بلبي.
باسانيو «منفردا» :
يا للداهية. كان خيرا لي أن أقطع يسراي، وأقسم إنني لم أفقد الخاتم إلا بعد دفاع مجيد.
غراتيانو :
السنيور باسانيو منح خاتمه للقاضي، بعد أن لج في طلبه، وكان القاضي خليقا بأن يعطى ما يشاء، أما أنا فقد رغب إلي كاتب سره في الحصول على الخاتم الذي بيدي، فعرفت له قدر ما كتب، وما تعب، وحققت أمله. على أنهما كليهما قد عفا عن كل جزاء منا إلا هذين الخاتمين.
برسيا :
أي خاتم وهبت أيها السيد؟! لعله غير الذي أخذته مني؟!
باسانيو :
لو استطعت أن أضيف أكذوبة إلى ذنبي لأنكرت، ولكنك ترين أن الخاتم ليس في أصبعي، وقد فقدته.
برسيا :
Page inconnue