وَقَالَ أَيْضا لَا يَنْبَغِي للْملك أَن يكون فِيهِ خمس خِصَال لَا يكون كذابا لِأَنَّهُ إِن وعد أَو أوعد لم يرج وَلم يخف وَلَا يَنْبَغِي أَن يكون بَخِيلًا فَإِنَّهُ إِن كَانَ كَذَلِك لم يناصحه أحد وَلَا تصلح الْولَايَة إِلَّا بالمناصحة وَلَا يَنْبَغِي أَن يكون جَبَانًا فَإِنَّهُ إِن كن جَبَانًا اجترأ عَلَيْهِ عدوه وضاعت الْأُمُور وَلَا يَنْبَغِي أَن يكون حديدا فَإِنَّهُ إِن كَانَ كَذَلِك مَعَ الْقُدْرَة هلك النَّاس مَعَه وَلَا يَنْبَغِي أَن يكون حسودا فَإِنَّهُ إِن كَانَ كَذَلِك لم يشرف أحدا وَلَا يصلح النَّاس إِلَّا بأشرافهم
وَقَالَ أَيْضا خير الْمُلُوك من أشبه النسْر حوله الْجِيَف وشرهم من أشبه الْجِيَف حولهَا النسور
وَقَالَ بعض البلغاء أَرْبَعَة لَا يَزُول مَعهَا ملك حسن الدّين واستكفاء الْأمين وَتَقْدِيم الحزم وإمضاء الْعَزْم وَأَرْبَعَة لَا يثبت مَعهَا ملك غش الْوَزير وَسُوء التَّدْبِير وخبث النِّيَّة وظلم الرّعية وَأَرْبَعَة لَا بَقَاء لَهَا مَال يجمع من الْحَرَام وَحَال تعقد من الآثام ورأي يغوى من الْعقل وَملك يَخْلُو من الْعدْل
1 / 123