وَقَالَ أَيْضا على الْملك أَن يَأْخُذ نَفسه بِثَلَاث تَعْجِيل مُكَافَأَة المحسن على إحسانه وتأجيل عُقُوبَة الْعَاصِ على عصيانه والأناة عِنْد طوارق الدَّهْر وحدثانه فَإِن فِي تَعْجِيل مُكَافَأَة المحسن شحذ الضمائر على الطَّاعَة وَفِي تَأْجِيل عُقُوبَة العَاصِي إِمْكَان الْعَفو الْإِقَالَة ومراجعة التَّوْبَة والندامة وَفِي الأناة عِنْد الطوارق انفساح مَذَاهِب الرَّأْي والسياسة وإيضاح غوامض السداد والإصابة وَقَالَ أَيْضا لَا يصلح لسد الثغور ق ٧ وقود الجيوش وتدبير الْخُيُول وحراسة الْأَرْضين والأقاليم إِلَّا من تكاملت فِيهِ خمس خِصَال حزم يتَيَقَّن بِهِ عِنْد موارد الْأُمُور حقائق مصادرها وَعلم يحجزه عَن التهور فِي المشكلات إِلَى عِنْد تجلي فرصها وشجاعة لَا تنقصها الملمات بتواتر حوائجها وَعظم هولها وَصدق فِي الْوَعيد والوعد يوثق مِنْهُ بِالْوَفَاءِ عَلَيْهَا وجود يهون عِنْده تَدْبِير الْأَمْوَال عِنْد ازدحام السُّؤَال عَلَيْهِ
1 / 122