275

La Discipline du Pouvoir et l'Organisation de la Politique

تهذيب الرياسة وترتيب السياسة

Chercheur

إبراهيم يوسف مصطفى عجو

Maison d'édition

مكتبة المنار

Numéro d'édition

الأولى

Lieu d'édition

الأردن الزرقاء

الناسك فَادع أَهلهَا إِلَى الْقَاسِم بن إِبْرَاهِيم بن طَبَاطَبَا الْعلوِي وَاذْكُر مناقبه وَعلمه ثمَّ إئت عبد الله بن طَاهِر فَادعه ورغبه وابحث لي عَن دَفِين نِيَّته بحثا شافيا وجئني بِمَا تسمع مِنْهُ فَأتى الرجل مصر فَدَعَا جمَاعَة من الرؤساء وَقعد لعبد الله بن طَاهِر فَلَمَّا انْصَرف من مركبه قَامَ إِلَيْهِ فَأخْرج رقْعَة من كمه فَدَفعهَا إِلَيْهِ وَأدْخلهُ عَلَيْهِ فَقَالَ هَات مَا عنْدك قَالَ بِأَمَان مِنْك قَالَ نعم فأظهر لَهُ مَا أَرَادَ وَدعَاهُ إِلَى الْقَاسِم بن إِبْرَاهِيم ﵇ واخبره بفضائله وَعلمه وزهادته فَقَالَ عبد اله بن طَاهِر أتنصفني قَالَ نعم قَالَ هَل يجب شكر الله على الْعباد قَالَ نعم قَالَ فَهَل يجب شكر بَعضهم لبَعض على الْإِحْسَان قَالَ نعم قَالَ فتجيء إِلَيّ وَأَنا فِي هَذِه الْحَال الَّتِي ترَاهَا ينفذ خَاتمِي من أقْصَى الشرق إِلَى أقْصَى الغرب مَا ألتفت يَمِيني وَلَا شمَالي وَلَا قدامي وَلَا خَلْفي إِلَّا رَأَيْت منَّة مِنْهُ ونعمة عَليّ ختم بهَا رقبتي فتدعوني إِلَى الْكفْر بِهَذِهِ النِّعْمَة وَتقول لي اغدر بِمن ولاك هَذَا كُله وأسعى فِي إِزَالَة ملكه فَسكت الرجل فَقَالَ لَهُ عبد الله بن طَاهِر قد بَلغنِي خبرك وَبِاللَّهِ مَا أَخَاف عَلَيْك إِلَّا نَفسك فارحل عَن هَذَا الْبَلَد فَإِن الْخَلِيفَة إِن بلغه أَمرك كنت الْجَانِي على نَفسك فَرَحل من وقته حَتَّى وافى الْمَأْمُون فَأخْبرهُ بِمَا سمع من عبد الله بن طَاهِر فَاسْتَبْشَرَ بِهِ وَقَالَ ذَلِك غرس يَدي ونشو أدبي فَلم يظْهر لأحد من ذَلِك شَيْء إِلَّا بعد موت الْمَأْمُون

1 / 369