وَأَبُو الْحسن ذكر بشر بِالْبَاء وَالسِّين الْمُعْجَمَة
وَأَبُو مُحَمَّد ذكره بالنُّون وَالسِّين الْمُهْملَة
وَقد جَاءَت الرِّوَايَة عَن هَذَا الرجل مُخْتَلفَة بالقولين جَمِيعًا فَأَما الَّتِي جَاءَت على مَا ذكر أَبُو الْحسن
فَأخْبرنَا القَاضِي أَبُو بكر الجبري ثَنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن بعقوب الْأَصَم ثَنَا مُحَمَّد بن سِنَان الْبَصْرِيّ ثَنَا يحيى بن أبي بكير حَدثنِي أَبُو بكر بن بشر قَالَ كَانَ شهر بن حَوْشَب على بَيت المَال فَأخذ خريطة فِيهَا دَرَاهِم فَقَالَ الْقَائِل ... لقد بَاعَ شهر دينه بخريطة فَمن يَأْمَن الْقُرَّاء بعْدك يَا شهر ...
وَرُوِيَ عَن أبي حَازِم العبدوي عَن الجوزقي عَن مكي سَمِعت مُسلم بن الْحجَّاج يَقُول أَبُو بكير بن بشر العبدوي عَن شهر بن حَوْشَب روى عَنهُ يحيى بن أبي بكير قَالَ
وَأما الَّتِي جَاءَت على مَا ذكر أَبُو مُحَمَّد
فَأخْبرنَا الْحسن بن أبي بكر ثَنَا أَحْمد بن كَامِل القَاضِي ثَنَا عبد الْملك بن مُحَمَّد ثَنَا يحيى بن أبي بكير بن نسر الْعَبْدي ثَنَا شُعْبَة قَالَ كنت فِي جَنَازَة طَلْحَة بن مصرف ومعنا أَبُو معشر فَأثْنى عَلَيْهِ خيرا وَقَالَ مَا ترك أحد يشبهة هَذَا مُنْتَهى كَلَامه
قلت وَجمعه هَذَا فِي أوهامهما فَاحش فَإِذا كَانَ قَول كل وَاحِد مِنْهُمَا قد قَالَه قبله غَيره وَلم يبين أَن أحد الْقَوْلَيْنِ خطأ فَمَا معنى تغليطهما فِيهِ وَلَو كَانَ أورد هَذَا من الْفَصْل الرَّابِع وَهُوَ بَيَان مَا قصرا فِي شَرحه لَكَانَ وَجها جَائِزا وَلَعَلَّه نسي قَوْله فِي أول كِتَابه بِذكر صَحِيح مَا اخْتلفُوا فِيهِ مِمَّا انْتهى إِلَيْهِ علمه ورمز مَا أشكل عَلَيْهِ من ذَلِك لينسب كل قَول إِلَى صَاحبه وَلَو ذكره لأقر هَذَا على مَا رسماه لينسب كل قَول إِلَى صَاحبه وَلم يتغلط بتغليطه لَهما أَو لأَحَدهمَا
وَبِاللَّهِ تَعَالَى التَّوْفِيق
1 / 80