الْجُزْء الأول بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم وَبِه أستعين
قَالَ الْأَمِير الْحَافِظ أَبُو نصر عَليّ بن هبة الله بن جَعْفَر بن مَاكُولَا ﵀
الْحَمد لله الَّذِي تفرد بالكمال فَلَا نقص فِي تَمَامه وتوحد بمتقن الفعال فَلَا خلل فِي أَحْكَامه وَقرر الْأُمُور على مَشِيئَته فَلَا نقض لإبرامه
وصلواته على من أرْسلهُ رَحْمَة إِلَى خير أمة أخرجت للنَّاس وَظهر بِهِ الْقُلُوب الصدية من الأدناس وَجعله للأنبياء صلوَات الله عَلَيْهِ وَعَلَيْهِم مكملا وخاتما وصيره إِلَى الْحق دَاعيا وَبِه قَائِما وعَلى أهل بَيته وَأَصْحَابه وأزواجه وَالتَّابِعِينَ لَهُم بِإِحْسَان إِلَى يَوْم الدّين
وَبعد ذَلِك
فَإِن أَبَا بكر أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت الْخَطِيب الْبَغْدَادِيّ ﵀ وَكَانَ أحد الْأَعْيَان مِمَّن شَاهَدْنَاهُ معرفَة وإتقانا وحفظا وضبطا لحَدِيث رَسُول الله ﷺ وتفننا فِي علله وَأَسَانِيده
وخبرة برواته وناقليه وعلما بصحيحه وغريبه وفرده ومنكره وسقيمه ومطروحه وَلم يكن للبغداديين بعد أبي الْحسن عَليّ بن عمر الدَّارَقُطْنِيّ من يجْرِي مجْرَاه وَلَا قَامَ بعده بِهَذَا الشَّأْن سواهُ
وَقد استفدنا كثيرا من هَذَا الْيَسِير لَدَى نحسنه وَبِه وَعنهُ تعلمنا شطرا من هَذَا الْقَلِيل الذثي نعرفه بتنبيهه وَمِنْه فجزاه الله عَنَّا الْخَيْر ولقاه الْحسنى ولجمع مَشَايِخنَا وأئمتنا وَلِجَمِيعِ الْمُسلمين
كَانَ قد عمل بِالشَّام كتابا سَمَّاهُ المؤتنف تَكْمِلَة المؤتلف وَلما عَاد إِلَى بَغْدَاد قَرَأَ عَليّ شَيْئا من أَوله مغربا عَليّ بِهِ ومعرفا لي بِمَا ضمنه إِيَّاه ومعرفا لي قدر مَا تيَسّر لَهُ وَأَنه
1 / 57
قد استدرك فِيهِ على أَئِمَّة هَذَا الْعلم أَشْيَاء تمّ عَلَيْهِم السَّهْو فِيهَا وَنبهَ على أَشْيَاء غفلوا عَنْهَا وَلم يحيطوا بهَا معرفَة وَوَجَدته كَبِيرا فَظَنَنْت أَنه قد استوعب مَا يحْتَاج إِلَيْهِ فِي هَذَا الْمَعْنى وَلم يدع بعده لمتتبع حكما وَلما دعِي بِهِ فَأجَاب
قَالَ لي بعض المتشاغلين والمعتنين بِهَذَا الْعلم لقد تَعب الْخَطِيب وأتعب وتعب بِمَا جمعه وأتعب من أَرَادَ أَن يعرف الْحَقِيقَة فِي إسم لِأَنَّهُ يحْتَاج أَن يَطْلُبهُ فِي كتاب الدَّارَقُطْنِيّ فَإِن لم يجده فَفِي كتابي عبد الْغَنِيّ فَإِن لم يجده فَفِي كتاب الْخَطِيب ثمَّ يحْتَاج أَن يُفَسر طبقاته أَيْضا فيمضي زَمَانه ضيَاعًا وَيصير مَا أُرِيد من إرشاده تضليلا
فَلَو أَنَّك جمعت شَمل هَذِه الْكتب وجعلتها كتابا وَاحِدًا
حزت الثَّوَاب ويسرت على مبغي الْعلم الطلاب
وراجعني فِي ذَلِك مُرَاجعَة تحرمت لَهَا وأوجبت لَهُ فِيهَا رِعَايَة لحقه ورغبة فِي مساعدته واغتناما لِلْأجرِ فِي إِفَادَة مسترشده وَتَعْلِيم جَاهِل وَمَعْرِفَة طَالب وبدأت بِالنّظرِ فِي كتاب الْخَطِيب فَوَجَدته يذكر فِي أَوله
أَنه قد جمع فِيهِ من مؤتلف أَسمَاء الروَاة وأنسابهم ومختلفها وَمِمَّا تَتَضَمَّن كتب أَصْحَاب الحَدِيث من ذَلِك وَإِن لم يكن الْمَذْكُور رَاوِيا مَا شَذَّ عَن كتابي أبي الْحسن عَليّ بن عمر وَأبي مُحَمَّد بن عبد الْغَنِيّ بن سعيد المصنفين فِي المؤتلف والمختلف وَفِي مشتبه النِّسْبَة
وَأَنه يذكر مَا رسم فيهمَا أَو فِي أَحدهمَا على الْوَهم وَدخل على مدونه فِيهِ الْخَطَأ والسهو وَيبين فِيهِ صَوَابه ويورد شواهده وَيذكر صَحِيح مَا اخْتلفُوا فِيهِ مِمَّا انْتهى إِلَيْهِ علمه ويقر مَا أشكل عَلَيْهِ من ذَلِك لينسب كل قَول إِلَى صَاحبه وَجعله خَمْسَة فُصُول
أورد فِي الأول مِنْهَا مَا لم يذاكره وَلَا وَاحِد مِنْهُمَا
وَفِي الثَّانِي أَوْهَام كتبهمْ
وَفِي الثَّالِث مَا أغفلاه مِمَّا أوردا لَهُ نَظَائِر
1 / 58
وَفِي الرَّابِع أَشْيَاء ذاكرها وقصرا فِي شرحها وإيضاحها فبينها وَأتم نقصانها
وَفِي الْخَامِس مَا أورداه من الْأَحَادِيث نازلة وَوَقعت لَهُ عالية
وَلما أَنْعَمت النّظر فِيهِ وجدته قد ذكر فِي الْفَصْل الأول مَا قد ذاكراه أَو أَحدهمَا
وَفِي الْفَصْل الثَّانِي قد غلطهما فِي أَشْيَاء لم يغلطا فِيهَا وأخل بأوهام لَهما ظَاهِرَة
وَفِي الْفَصْل الثَّالِث قد كرر أَشْيَاء ذاكرها أَو أَحدهمَا وأخل بنظائر لما ذاكراه وَلم يهتد إِلَيْهَا
وَفِي الْفَصْل الرَّابِع لم يشْرَح من مَا ضمن بَيَانه إِلَّا شَيْئا يَسِيرا
وَفِي كتبهمْ أَشْيَاء كَثِيرَة تحْتَاج إِلَى شرح وَبَيَان وإيضاح وتعريف وَلَا سِيمَا كاب عبد الْغَنِيّ فَإِن أَكثر مَا فِيهِ غير مُبين وَوجدت لَهُ فِي تضاعيف الْكتاب أوهاما من تَصْحِيف وَإِسْقَاط أَسمَاء من أَنْسَاب وأغلاط غير ذَلِك فتركته على مَا هُوَ عَلَيْهِ وجمعت كتابي الَّذِي سميته بالإكمال وَلم أتعرض فِيهِ لتغليطه وَلَا لتغليط غَيره ورسمت مَا غلط فِيهِ وَاحِد مِنْهُم فِي كتابي على الصِّحَّة وَلما أعَان الله على تَمَامه ذكرت مَا رُوِيَ عَن النَّبِي ﷺ أَنه قَالَ
من كتم علما علمه ألْجم يَوْم الْقِيَامَة بلجام من نَار
وَمَا رُوِيَ عَن بعض السّلف أَنه قَالَ
وَمَا أوجب الله تَعَالَى على الْجُهَّال أَن يتعلموا حَتَّى أوجب على الْعلمَاء أَن يعلمُوا
وخشيت أَن تبقى هَذِه الأوهام فِي كتبهمْ فيظن من يراهنا أَنَّهَا الصَّحِيح وَيتبع أَمرهم فِيهَا فيضل من حَيْثُ طلب الْهِدَايَة ويزل من جِهَة مَا أَرَادَ الاستثبات وَإِذا رأى كتابي بِمَا تصرو أَن الْغَلَط مَا ذكرته أَنا وَإِن أحسن الظَّن بِي جعل قولي خلافًا وَقَالَ كَذَا ذكر فلَان وَكَذَا ذكر فلَان
فاستخرت الله تَعَالَى ورغبت إِلَيْهِ فِي عضدي بالتوفيق والإرشاد وَسَأَلته إلهامي الْقَصْد وتأييدي بالسداد وجمعت فِي هَذَا الْكتاب أغلاط أبي الْحسن عَليّ بن عمر وَعبد
1 / 59
الْغَنِيّ بن سعيد مِمَّا ذكره الْخَطِيب وَمِمَّا لم يذكرهُ لتَكون أغلاطهما فِي مَكَان وَاحِد وَمَا غلطهما فِيهِ وَهُوَ الغالط وأغلاط الْخَطِيب فِي المؤتنف
ورتبته على حُرُوف المعجم ليسهل طلبه على ملتمسه وَيقرب وجوده من طَالبه وبينت الْحجَّة على مَا ذكرته وَالدَّلِيل على مَا أوردته واعتمدت الإيجاز والاختصار وَلم أشق الطّرق وَأكْثر بتكرير الْأَسَانِيد وَتركت أغلاطا للخطيب ﵀ فِي تراجم أَبْوَاب حَكَاهَا عَن الشَّيْخَيْنِ وهم عَلَيْهِمَا أَو على أَحدهمَا فِيهَا ورتبها على غير مَا رتباه تركا للمضايقة وَلِأَن ذَلِك مِمَّا لَا يضر طَالب الْعلم جَهله وَلَا يَنْفَعهُ استفادته
وَيعلم الله تَعَالَى أَن قصدي فِيهِ تبصير المسترشد وإرشاد الحايد وتيسير الطّرق على حافظي شَرِيعَة الْإِسْلَام وتقريب الْبعيد على ناقلي سنَن الْأَحْكَام
وَهُوَ بقدرته ولطفه لَا يضيع أجر من أحسن عملا
إِنَّه جواد كريم رؤوف رَحِيم
1 / 60
- بَاب قَول من بَعثه الله بِالْبَيِّنَاتِ وَالْهدى إِنَّمَا الْأَعْمَال بِالنِّيَّةِ وَإِنَّمَا لامريء مَا نوى
أخبرنَا أَبُو طَالب مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن غيلَان قريء عَلَيْهِ فِي دارنها أخبرنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم الشَّافِعِي ثَنَا عبد الله بن روح الْمَدَائِنِي وَمُحَمّد بن ربح الْبَزَّاز قَالَا ثَنَا يزِيد بن هَارُون وَحدثنَا القَاضِي أَبُو عبد الله الْحسن بن عَليّ بن مُحَمَّد الضميري بِلَفْظِهِ قِرَاءَة فِي دَارنَا
ثَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن أَحْمد الْحَافِظ ثَنَا أَحْمد بن يحيى الْحلْوانِي ثَنَا أَحْمد بن يُونُس وثنا زُهَيْر بن مُعَاوِيَة قَالَا ثَنَا يحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ عَن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ أَنه سمع عَلْقَمَة بن وَقاص يَقُول سَمِعت عمر بن الْخطاب ﵁ على الْمِنْبَر يَقُول سَمِعت رَسُول الله ﷺ يَقُول
إِنَّمَا الْأَعْمَال بِالنِّيَّةِ وَإِنَّمَا لامريء مَا نوى فَمن كَانَت هجرته إِلَى الله وَرَسُوله فَهجرَته إِلَى الله وَإِلَى رَسُوله وَمن كَانَت زَاد عبد الْعَزِيز هجرته إِلَى دنيا يُصِيبهَا وَإِلَى امْرَأَة يَتَزَوَّجهَا فَهجرَته إِلَى مَا هَاجر إِلَيْهِ اللَّفْظ لِابْنِ غيلَان
وَهَذَا حَدِيث صَحِيح غَرِيب يُقَال أَن الْأنْصَارِيّ تفرد بِهِ وَأَصْحَاب الحَدِيث يجمعُونَ طرقه ويجمعون من رَوَاهُ عَن الْأنْصَارِيّ
وَيُقَال أَن يحيى بن سعيد الْقطَّان لم يسمعهُ من الْأنْصَارِيّ قَالَ لي أَبُو إِسْحَاق الحبال بِمصْر أَن عبد الْغَنِيّ بن سعيد قَالَ جِئْت يَوْمًا إِلَى أبي الْحسن عَليّ بن زُرَيْق فَقَالَ أَلا أعْجبك من أبي حَامِد الْجِرْجَانِيّ ذاكرني بِحَدِيث ليحيى بن سعيد الْقطَّان عَن
1 / 61
يحيى بن سعيد الْأَعْمَال بِالنِّيَّةِ فأنكرت عَلَيْهِ ذَلِك فَقلت أَنا إِن هَذَا الحَدِيث أَخطَأ فِيهِ الْأَعْمَش بخراسان
فَقَالَ لي أَبُو الْحسن بن زُرَيْق سَمِعت أَبَا عبد الرَّحْمَن النسوي يَقُول حَدِيث الْأَعْمَال بِالنِّيَّةِ حَدِيث جليل تفرد بِهِ يحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ فَاتَ يحيى الْقطَّان
قَالَ ابْن مَاكُولَا
وَقد تَابع يحيى بن سعيد عَلَيْهِ من مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ مُحَمَّد بن عَمْرو بن عَلْقَمَة اللَّيْثِيّ من طَرِيق فِيهِ مقَال
أخبرنَا أَبُو الْحسن بن أبي بن أبي بكر المنصوري قَرَأَهُ عَلَيْهِ أنبأ مُحَمَّد بن أَحْمد ثَنَا مُحَمَّد بن مَنْصُور بن نصير بن مَنْصُور ثَنَا مُحَمَّد بن الْفرج الْهَمدَانِي ثَنَا مُحَمَّد بن عبيد بن عبد اللمك ثَنَا الرّبيع بن زِيَاد الضَّبِّيّ ثَنَا مُحَمَّد بن عَمْرو اللَّيْثِيّ عَن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ عَن عَلْقَمَة بن وَقاص اللَّيْثِيّ سَمِعت عمر بن الْخطاب ﵁ يَقُول
سَمِعت رَسُول الله ﷺ يَقُول
إِنَّمَا الإمال بِالنِّيَّةِ وَإِنَّمَا لامريء مَا نوى بِالْحَدِيثِ
قلت أَنا رَوَاهُ الْأَعْمَش الَّذِي ذكره عبد الْغَنِيّ بن عبد الله بن هَاشم عَن يحيى الْقطَّان وَهُوَ وهم وَقد رَوَاهُ مُسَدّد بن مسرهد عَن يحيى بن سعيد الْقطَّان إِن صَحَّ
أخبرنَا إِبْرَاهِيم بن سعيد بن عبد الله النعماني قَرَأَهُ عَلَيْهِ بِمصْر فَأقر بِهِ
أنبأ الْحسن بن بَقَاء الخشاب بِمصْر أنبأ عبد الْوَهَّاب بن الْحسن ثَنَا مُحَمَّد بن حزيم ثَنَا مُحَمَّد بن سُلَيْمَان ثَنَا مُسَدّد بن مسرهد ثَنَا يحيى بن سعيد الْقطَّان عَن يحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ عَن التَّيْمِيّ عَن عَلْقَمَة بن وَقاص اللَّيْثِيّ عَن عمر بن الْخطاب قَالَ قَالَ رَسُول الله ﷺ
إِنَّمَا الْأَعْمَال بِالنِّيَّةِ وَلكُل امريء مَا نوى فَمن كَانَت هجرته إِلَى الله وَرَسُوله فَهجرَته إِلَى الله وَرَسُوله وَمن كَانَت هجرته إِلَى دينا يُصِيبهَا أَو امْرَأَة يَتَزَوَّجهَا فَهجرَته إِلَى مَا هَاجر إِلَيْهِ قَالَ كَذَا كَانَ فِي أَصله الْعَتِيق مُسَدّد عَن يحيى بن سعيد الْقطَّان قلت وَهَذَا حَدِيث غَرِيب جدا وَهُوَ من أغرب مَا يُوجد وأعزه وَالله أعلم هَكَذَا يذكر
1 / 62
الأوهام على الْحُرُوف كَمَا شرطنا أَولا وَنحن نقدم أوهاما مجملة أطولها وَلِأَن بَعْضهَا لَا يحْتَاج إِلَيْهِ لما شرطناه فِي أول كتَابنَا وَلِأَن بَعْضهَا قد أوردناه فِي الْإِكْمَال فَلَا فَائِدَة من نكراره إِذْ كَانَ الْغَرَض إِفَادَة الطالبين لَا تَكْثِير أغلاط الْمُتَقَدِّمين
وَأول ذَلِك أَوْهَام لأبي الْحسن عَليّ بن عمر ﵁ كَانَ شَرط فِي أول كِتَابه أَن يذكر فِيهِ مَا أنْتَهى إِلَيْهِ علمه ومعرفته من الْأَسْمَاء المؤتلفة فِي الْخط الْمُخْتَلفَة فِي اللَّفْظ من أَسمَاء أَصْحَاب رَسُول الله ﷺ وَرَضي عَنْهُم وَكُنَاهُمْ وقبائلهم وَالتَّابِعِينَ وَمن بعدهمْ من نقلة الْآثَار وَحَملَة الْأَخْبَار ورواة الْأَشْعَار وَغَيرهم مِمَّن لَهُ شرف أَو ذكر أَو رياسة أَو شجاعة أَو ولَايَة أَو خبر أَو لَفْظَة من متن حَدِيث مِمَّا ائتلف خطه وَاخْتلف لَفظه أَو مَا قَارب ذَلِك مِمَّا لَعَلَّه أَن يشكل على بعض من لم يكن الْعلم بذلك صناعته
وَلم يَفِ بِمَا شَرطه على نَفسه لِأَن أخل بِكَثِير من الْأَسْمَاء والأنساب وَهَذَا لَيْسَ عِنْدِي غَلطا لِأَنَّهُ قَالَ مَا انْتهى إِلَيّ علمه وَيجوز أَن يكون مَا انْتهى بِهِ لم ينْتَه إِلَيْهِ علمه بل أخل بِمَا الزمه نَفسه وَهُوَ إِيرَاد مَا فِي لفظ الحَدِيث وَلم يُورد مِنْهُ إِلَّا شَيْئا يَسِيرا وَهَذَا بَاب متسع وَلَو (و) سع لَكَانَ كَبِيرا طَويلا ولجاء مِنْهُ كتاب كَبِير قريب من كتاب أبي الْحسن ﵀ وَرُبمَا صنفت فِيهِ كتابا إِن أمد الله تَعَالَى بعونه فِي عمري
وَكَثْرَة هَذَا الْفَنّ يمْنَع من إِيرَاد بعض أمثلته وَلَا يجوز إِن يُقَال إِن أَبَا الْحسن ﵀ لم يقف على غير مَا ذكره مِنْهُ لِأَنَّهُ بالِاتِّفَاقِ إِمَام بالمعرفة بِالْحَدِيثِ متونه وَأَسَانِيده وَعلله وَسَائِر فنونه أوجد فِي جَمِيع أَنْوَاعه وَفِي تصانيفه وتخريجاته مِنْهُ شَيْء كثير فَهَذَا شَرط يلْزمه وَلم يَفِ بِهِ وعذاره فِي تَركه مُتَعَدد وَالله الْمُوفق للصَّوَاب
فصل آخر
شَرط فِيهِ أَبُو الْحسن
﵀ أَيْضا فِي مُقَدّمَة هَذَا الْكتاب أَن من كَانَ مكثرا اكْتفى بِذكرِهِ دون ذكر رِوَايَته والرواه عَنهُ وَمن كَانَ مِنْهُم منكورا أَو مقلا ذكر عَنهُ حِكَايَة أَو دلّ عَلَيْهِ بِذكر من روى عَنهُ مِمَّن دونه أَو فَوْقه وَلم يَفِ بِمَا شَرطه لِأَنَّهُ ذكر أَحَادِيث لأقوام مشاهير مثل حَدِيث
1 / 63
أسيد بن صَفْوَان فَإِنَّهُ ذكره من طَرِيقين وَمثل حَدِيث أسيد بن أبي أسيد البراد وَذكر قوما من المكثيرين وَلم يكتف بذكرهم دون من روى عَنهُ وروى عَنْهُم مثل زيد بن أخزم أبي طَالب فَإِنَّهُ قَالَ عَن يحيى الْقطَّان وَابْن مهْدي ومعاذ بن هِشَام وَغَيرهم وَقَالَ حَدثنَا عَنهُ جمَاعَة من شُيُوخنَا وَكَانَ من الثِّقَات وَمثل حُسَيْن بن حسن الْأَشْقَر لِأَنَّهُ قَالَ الْكُوفِي يحدث عَنهُ شريك وَقيس وجعفر الْأَحْمَر كَانَ يتشيع حدث عَنهُ أَحْمد بن حَنْبَل وَيحيى بن معِين وَأحمد بن عَبده وَالنَّاس بعده وَمثل بَان من بشر أبي بشر الْكُوفِي الأحمسي فَإِنَّهُ قَالَ روى عَن أنس بن مَالك وَقيس بن أبي حَازِم وَعبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى وَحَكِيم بن جَابر وعامر الشّعبِيّ وعبد الرحمن بن [أبي] هِلَال الْعَبْسِي وَعبد الرَّحْمَن بن أبي الشعْثَاء الْحِجَازِي ووبرة بن عبد الرَّحْمَن بن أبي خُزَيْمَة الْمسلي وَأبي جَعْفَر مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحُسَيْن وَطَلْحَة بن مصرف وَغَيرهم روى عَنهُ إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد وسُفْيَان الثَّوْريّ وَشعْبَة وَزُهَيْر بن مُعَاوِيَة وزائدة بن قدامَة وابو عوَانَة وخَالِد بن عبد الله وَيُونُس بن أبي إِسْحَاق وَابْنه إِسْرَائِيل بن يُونُس وَشريك بن عبد الله ومسعر بن كدام وَعَمْرو بن أبي قيس وسُفْيَان بن عُيَيْنَة وَمُحَمّد بن فُضَيْل وَإِسْمَاعِيل بن مجَالد وجعفر بن أَحْمد ومفضل بن مهلهل وَجَرِير بن عبد الحميد وَعلي بن عَاصِم وَغَيرهم
وَهَذَا من الْمَشَاهِير وَمن كبار أَصْحَاب الحَدِيث وَقد شرح أمره كَمَا ترى وَذكر خلقا من المنكورين والمقلين وَلم يذكر عَنْهُم حِكَايَة وَلَا حَدِيثا وَلَا دلّ عَلَيْهِم بِمن روى عَنْهُم من دونهم أَو فَوْقهم فَمنهمْ عقبَة بن أبي ثبيت الرَّاسِبِي قَالَ اسْمه سُرَيج قَالَه يحيى بن معِين وَلم يزدْ وَمِنْهُم سماك بن عبيد قَالَه البُخَارِيّ وَلم يزدْ وَمِنْهُم عبد الرَّحْمَن بن حبشِي بن جُنَادَة وَلم يزدْ وَمِنْهُم أَبُو الْحر بن حمين الْمَدِينِيّ صَاحب النَّوَادِر وَالْملح وَمِنْه حبَان بن إِسْحَاق قَالَه الدَّارَقُطْنِيّ وَلم يزدْ مِنْهُم حبَان بن نَافِع وَلم يسق نسبه وَلَا قَالَ عَمَّن روى وَمِنْهُم طَلْحَة بن خطيط وَلم يقل عَمَّن روى وَلَا من روى عَنهُ واليمان بن رِئَاب وَلم يقل عَمَّن روى وَلَا من روى وَهَذَا كثير فِي كِتَابه لَا يُمكن استيعابه هَا هُنَا
فصل ضمن الْخَطِيب أَن يُورد فِي كِتَابه مَا أخل بِهِ الشَّيْخَانِ واستدراك مَا شَذَّ من كتبهمْ وَلم يَفِ بِذَاكَ لِأَنَّهُ أخل بِأَبْوَاب وتراجم أسامي شذب عَن كتبهمْ مِنْهَا مَا يلْزمهُم وَهُوَ مَا
1 / 64
كَانَ قبلهمَا أَو فِي زمانهما مَعْرُوفا وَمِنْهَا مَا لَا يلْزمهُم لِأَنَّهُ عرف بعدهمْ مثل بَرزَة وبرزة والجروري والجروري ودرة ودرة وَغير ذَلِك
وَقد ذكرت مَا أخل بِهِ فِي كتاب الْإِكْمَال فَلَا فَائِدَة فِي إِعَادَته هَا هُنَا والناظر فِي كتابي يعرفهُمْ لِأَن مَا عري من الْمُقدمَات كَانَ مِمَّا استدركه عَلَيْهِم أَجْمَعِينَ وزدته على مَا ذَكرُوهُ وَلِأَنَّهُ لم يذكر من المؤتلف والمختلف فِي الْأَلْفَاظ شَيْئا إِلَّا يَسِيرا
وَقد شَرط الدَّارَقُطْنِيّ أَنه يذكر ذَلِك وَيلْزم من أَرَادَ الزِّيَادَة على مَا أورد أَن يلْحق بكتابه مَا أخل مِمَّا شَرطه على نَفسه فَإِن قَالَ قَائِل إِن الْخَطِيب ﵀ لم يرد أَن يزِيد عَلَيْهِ إِلَّا فِيمَا ذكره من الْأَسْمَاء دون الْأَلْفَاظ
فَالْجَوَاب أَن هَذِه دَعْوَى لَهُ لم يذكرهَا وَلَا اسْتثْنى بهَا على أَن قَوْله يُبْطِلهَا
وَذَلِكَ أَنه قد أورد زِيَادَة فِي بَاب لم يذكر فِيهِ الدَّارَقُطْنِيّ أَسمَاء بل هُوَ اسْتَثْنَاهُ فِي أَلْفَاظ وَهُوَ
بَاب خفير وجفير وحقير وحفيز زِيَادَة
فَقَالَ فِي الْفَصْل الثَّالِث من كِتَابه وَهُوَ مَا أخلا بِذكرِهِ وَإِن كَانَا قد أوردا لَهُ نَظَائِر وَيلْحق بِهِ خفيز بِالْحَاء المبهمة الْمَضْمُونَة وَالْفَاء الْمَفْتُوحَة وَالزَّاي
وَهُوَ شَاعِر من بني عبس ذكره الزبير بن بكار فِي كتاب النّسَب وَأورد أباتا نَسَبهَا إِلَيْهِ
أخبرنَا عَليّ بن أبي عَليّ ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن المخلص وَأحمد بن عبد الله الدوري قَالَا ثَنَا أَحْمد بن سُلَيْمَان الطوسي ثَنَا الزبير بن بكار قَالَ وَقَالَ حفيز الْعَبْسِي وَرَوَاهَا بعض النَّاس لجرير وَلَيْسَت لَهُ وَهِي لحفيز
إِن الندى فِي بني ذبيان قد علمُوا والجود فِي آل منظرو بن سيار
وَذكر أبياتا
قلت وَهَذَا الْبَاب ذكره الدَّارَقُطْنِيّ وَلم يذكر فِيهِ أَسمَاء وَهُوَ على شَرطه صَحِيح فَقَالَ بَاب خفير وجفير وحقير وَقَالَ
أما خفير فَهُوَ مَذْكُور فِي حَدِيث عدي بن حَاتِم عَن النَّبِي ﷺ قَالَ
ليوشكن أَن تخرج الظعينة من الْحيرَة إِلَى مَكَّة بِغَيْر خفير وَأما جفير فَهُوَ جفير
1 / 65
الْقوس وَهُوَ مَذْكُور فِي حَدِيث الرّبيع بن صبيح عَن الْحسن عَن أنس من اتخذ قوسا وجفيرها
وَأما حقير فبيض مَا بعده وَأما خُفَّيْنِ فَهُوَ مَذْكُور فِي أَحَادِيث النَّبِي ﷺ فَمِنْهَا حَدِيث عبيد الله بن بُرَيْدَة عَن أَبِيه أَن الْمُغيرَة بن شُعْبَة أهْدى إِلَى النَّبِي ﷺ خُفَّيْنِ أسودين ساذجين فلبسهما وَمسح عَلَيْهِمَا وَصلى
وَزَاد الْخَطِيب أَيْضا فِي بَاب فروخ وفروج
عبد الرَّحْمَن بن فروخ الْمَدِينِيّ عَن عبد الله بن أبي قَتَادَة روى عَنهُ عبد الله بن يرفأ ومكعب بن فروخ الرقاشِي الْبَصْرِيّ وَعمر بن فروخ القتاب الْبَصْرِيّ الْعَبْدي حدث عَن بسطَام بن الْمُغيرَة وحبِيب بن الزبير وَغَيرهمَا روى عَنهُ كثير بن هِشَام وَأَبُو نعيم الحوضي وَذكر غَيرهمَا
قلت وَهَذَا الْبَاب ذكره الدَّارَقُطْنِيّ فِي بَاب فروج وفروخ وَذكر فِي فروخ جمَاعَة ثمَّ قَالَ
وَأما فروج فَهُوَ فِي حَدِيث أبي الْخَيْر عَن عقبَة بن عَامر خرج علينا رَسُول الله ﷺ وَعَلِيهِ فروج من حَرِير رَوَاهُ يزِيد بن أبي حبيب عَن أبي الْخَيْر كَذَلِك زَاد الْخَطِيب عَلَيْهِ فِي بَاب سرحان وشرخان وشرجان لم يذكر فِيهِ أَسمَاء بل قَالَ
شرحان مَذْكُور فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة خرجنَا مَعَ النَّبِي ﷺ وَنحن شرحان صَائِم ومفطر
وَكَذَلِكَ زَاد فِي بَاب خطيم وحظيم وحطيم وَلم يذكر الدَّارَقُطْنِيّ فِي الْحطيم إِلَّا أَنه أحد أَرْكَان الْبَيْت
فَقَالَ الْخَطِيب وَفِي بَاب الخطيم والحطيم والحطيم بن نُوَيْرَة المحرري شَاعِر اسْتشْهد أَبُو بكر مُحَمَّد بن الْقَاسِم الْأَنْبَارِي بِشعرِهِ فِي كتاب الزَّاهِر وَقد استدرك عَلَيْهِ فِي غير هَذِه الْأَبْوَاب مِمَّا يجْرِي مجْراهَا فَدلَّ هَذَا الْفِعْل مِنْهُ على ضد مَا ادّعى الْمعَارض لَهُ فَإِن قَالَ قَائِل
فَإِن غَرَض الْخَطِيب ﵀ فِي أَن يزِيد على مَا ذكرَاهُ فِي الْأَلْفَاظ إِذا وجد فِيهِ أَسمَاء وَهَذِه الْأَبْوَاب جَمِيعًا لم يزدْ الْخَطِيب فِيهَا إِلَّا الْأَسْمَاء دون الْأَلْفَاظ
قُلْنَا هَذِه دَعْوَى بَاطِلَة وَقد قدمنَا القَوْل أَنه يلْزمه أَن يُورد الزِّيَادَة فِي مَا ذكره
1 / 66
الْمَزِيد عَلَيْهِ بِشَرْطِهِ وعَلى أَن هَذَا القَوْل الثَّانِي يبطل رَأْسا لِأَن الْخَطِيب قد زَاد على الدَّارَقُطْنِيّ فِي الْأَلْفَاظ دون الْأَسْمَاء فَقَالَ
فِي بَاب حزقة وحرفة وَمَا مَعَهُمَا ذكر أَبُو الْحسن هَذَا الْبَاب فَقَالَ فِيهِ وَأما حزقة فَذكره فِي حَدِيث يرْوى ولقينا الحزقة وَذكره يحيى بن معِين قَالَ الْخَطِيب قلت
وَكَانَ الأولى بِأبي الْحسن أَن يذكر فِي هَذَا الْبَاب حَدِيث سَوَّلَ الله ﷺ وروى عَن أبي نعيم عَن الطَّبَرَانِيّ عَن عَبْدَانِ بن مُحَمَّد الْمروزِي عَن قُتَيْبَة بن سعيد عَن حَاتِم بن إِسْمَاعِيل عَن مُعَاوِيَة بن أبي مزود عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ سَمِعت أذناي وأبصرت عَيْنَايَ هَاتَانِ رَسُول الله ﷺ وَهُوَ آخذ بكفيه جَمِيعًا يَعْنِي حسنا أَو حُسَيْنًا وَقَدمَاهُ على قدمي رَسُول الله ﷺ وَهُوَ يَقُول حزقة حزقة ترق عين بقة وَذكر الحَدِيث
قلت فقداستدرك عَلَيْهِ فِي اللَّفْظ بِلَفْظ مثله لَا باسم فَبَطل مَا ادَّعَاهُ الْمعَارض عَنهُ بِكُل حَال وَكَانَ يلْزمه أَن يخرج بَقِيَّة الْأَلْفَاظ الَّتِي أخل بهَا الدَّارَقُطْنِيّ بذكرها إِذْ كَانَ قد شَرط أَن يسْتَدرك مَا أخل بِهِ وَقد استدرك عَلَيْهِ الْبَعْض مِنْهَا وَالله تَعَالَى الْمُوفق
وَكَانَ يلْزم الْخَطِيب أَن يسْتَدرك على أبي الْحسن أَسمَاء الْبِلَاد لِأَن الدَّارَقُطْنِيّ ذكر ذَلِك فَقَالَ هَمدَان وهمذان وَذكر هَمدَان ثمَّ قَالَ وهمذان فَهُوَ الْبَلَد الْمَشْهُور وَإِلَيْهِ ينْسب الهمذانيون
فصل
جعل الْخَطِيب الْفَصْل الرَّابِع من كِتَابه على مَا قصرا فِي شَرحه وإيضاحه وَضمن أَن يُوضحهُ ويبينه وَيتم نَقصه وَلم يفعل وَقد أخل بِأَكْثَرَ مِمَّا ذكره وَذكر مَالا يحْتَاج إِلَيْهِ فَمن ذَلِك أَن عَليّ بن الْحسن بن أنس ذكره الدَّارَقُطْنِيّ وَلم يبين الْخَطِيب أمره وَسلم بن أحوز ذكره الدَّارَقُطْنِيّ وَلم يبين الْخَطِيب أمره وَذكر عبد الْغَنِيّ هَارُون بن دياب وَلم يزدْ وَلم يبين الْخَطِيب كَمَا ضمن أمره وَلَا عَمَّن روى وَلَا من روى عَنهُ وَذكر عبد الْغَنِيّ زيد بن عُمَيْر وَلم يقل الْخَطِيب من هُوَ وَلَا بَين أمره قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَأَبُو مُسلم الْخَولَانِيّ
1 / 67
عبد الله بن ثوب وَلم يزدْ وَهَذَا فِيهِ اخْتِلَاف وَقد كَانَ يجب عَلَيْهِ بِحكم مَا شَرطه أَن يذكر عَمَّن روى وَمن روى عَنهُ وَالِاخْتِلَاف فِي نسبه
وعَلى أَن الْخَطِيب قد غلط الدَّارَقُطْنِيّ بِأَن ذكر اسْما فِيهِ اخْتِلَاف وَلم يبين الِاخْتِلَاف فِيهِ وَلم يشرط الدَّارَقُطْنِيّ ذَلِك على نَفسه والخطيب قد شَرط ذَاك على نَفسه وَلم يَفِ بِهِ
وَقَالَ عبد الْغَنِيّ بن سعيد هِنْد بن أبي هَالة وَلم يزدْ وَلم يبين الْخَطِيب أمره كَمَا ضمن وَقَالَ الْغَنِيّ فِي حَرْب بن السَّائِب وَلم يزدْ وَلم يبين الْخَطِيب أمره
وَفِي الْكتاب من هَذَا شَيْء كثير
وَقد جعل الْخَطِيب طبقَة من كِتَابه مَقْصُورَة على بَيَان أَمر من لم يشْرَح فِي الْكتاب أمره
1 / 68
حرف الْألف بَاب
أبين وأبير وأثير وأببرق
قَالَ أَبُو الْحسن ﵀
وَمن ولد أبير بن نهشل بن دارم أَيْضا ليلى بنت مَسْعُود أم ولد عَليّ بن أبي طَالب ﵁ وَأم ولد عبد الرَّحْمَن بن جَعْفَر بن أبي طَالب ﵁
قلت وَهَذَا وهم وليلى هِيَ بنت مَسْعُود بن خَالِد بن مَالك بن ربعي بن سلمى بن جندل بن نهشل بن دارم أُخْت عباد بن مَسْعُود وَهُوَ الَّذِي مدحه الحطيئة وخَالِد بن مَالك كَانَ شريفا فَارِسًا وَفِيه يَقُول الْهُذيْل الثَّعْلَبِيّ
فَمَا أَبْتَغِي فِي مَالك بعد دارم
وَمَا أَبْتَغِي فِي دارم بعد نهشل ... وَمَا أَبْتَغِي فِي نهشل بعد خَالِد
لطارق ليل أَو لضيف محول
وَولدت لعَلي بن أبي طَالب ﵇ عبيد الله وَأَبا بكر درجا قَالَ ذَلِك ابْن الْكَلْبِيّ
وَلَعَلَّ أَبَا الْحسن رأى فِي نسب بني نهشل أبير ثمَّ رأى بعده بأنساب وَمن وَلَده ليلى بنت مَسْعُود وَلم ينعم النّظر فتصور أَنَّهَا من ولد أبير لَا من ولد نهشل
وَمثل هَذَا يتم كثيرا وَالله تَعَالَى يرزقنا حسن التَّوْفِيق بمنه وَرَحمته
وعَلى أَن الزبير بن بكار قد ذكر مثل مَا قدمنَا أخبرنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر قَرَأَهُ عَلَيْهِ أخبرنَا مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن أنبأ أَحْمد بن سُلَيْمَان ثَنَا الزبير بن بكار قَالَ
وَأم عبيد الله وَأبي بكر ابْني عَليّ ليلى بنت مَسْعُود بن خَالِد بن مَالك بن ربعي بن سلمى بن جندل بن نهشل بن دارم ولسلمى بن جندل يَقُول الشَّاعِر
1 / 69
.. تسود أَقوام وَلَيْسوا بسادة ... بل السَّيِّد الميمون سلمى بن جندل ...
وإخوة عبيد الله وَأبي بكر ابْني عَليّ لِأُمِّهِمَا صَالح وَأم أَبِيهَا وَأم مُحَمَّد بَنو عبد الله بن جَعْفَر بن أبي طَالب
خلف عَلَيْهَا عبد الله بن جَعْفَر بعد عَليّ بن أبي طَالب جمع بَين ابْنَته وَزَوجته
بَاب أثيع وأيثع
قَالَ أَبُو الْحسن
بَاب أيثع بِالْيَاءِ قبل الثَّاء
أخبرنَا طَاهِر بن نصر القَاضِي ثَنَا مُوسَى بن زَكَرِيَّا ثَنَا شباب قَالَ وَمن بنى غَالب بن أيثع بن العون بن خُزَيْمَة بن مدركة من بني القارة بن الديش عَمْرو بن الْقَارِي روى عَن النَّبِي ﷺ وَمِنْهُم عبد الرَّحْمَن بن عبد الْقَارِي ورهطه وَأَوْلَاده قلت وَهَذَا وهم لِأَن الْهون بن خُزَيْمَة بن مدركة بن الياس بن مُضر لَيْسَ لَهُ ولد غير مليح وييثع وَيُقَال أثيع هُوَ ابْن مليح بن الْهون فقد سقط عَلَيْهِ ذكر مليح
وَقَوله غَالب بن أيثع وهم آخر وَهُوَ غَالب بن عائذة بن أيثع كَذَلِك ذكر ابْن الْكَلْبِيّ
وَقَوله من بني القارة بن الديش بن محلم بن غَالب بن عائذة بن أيثع بن مليح بن الْهون وَإِنَّمَا سموا القارة لِأَن يعمر الشداخ أَرَادَ أَن يُفَرِّقهُمْ فِي بطُون بني كنَانَة فَقَالَ رجل مِنْهُم ... دَعونَا قارة لَا تنقرونا ... فنجفل مثل إجفال الظليم ...
قَالَ أَبُو الْحسن قَالَ الزبير قَالَ أَبُو عبيد أيثع بن الْهون بن خُزَيْمَة وَهُوَ القارة
1 / 70
وَقد بَينا أَن أيثع هُوَ ابْن مليح وَالله ولي التَّوْفِيق
قَالَ أَبُو الْحسن حوط بن عبد الله بن نَافِع وَيُقَال ابْن رَافع الصدى عَن تَمِيم بن سَلمَة وَأبي الشعْثَاء
نِسْبَة مسعر وَالْأَعْمَش والصلت قَالَ ذَلِك البُخَارِيّ وَذكر بعده بشير بن أبي حوط قَالَ وحوط بن يزِيد سمع تَمِيم بن سَلمَة سمع سُلَيْمَان بن صرد سمع عليا فِي الْحَرْب قَالَه عَبْدَانِ
أخبرنَا ابْن الْمُبَارك ثَنَا عِيسَى بن عمر ثَنَا حوط وَذكر ذَلِك كُله البُخَارِيّ هَذَا كَلَام الدَّارَقُطْنِيّ
وَذكر الْخَطِيب فِي غير كتاب التكملة أَن قَول ابْن فَارس فِي رِوَايَته ابْن نَافِع تَصْحِيف وَصَوَابه ابْن رَافع بالراء
وحوط بن عبد الله بن رَافع يخْتَلف فِي اسْم أَبِيه فَيُقَال حوط بن رَافع وَيُقَال حوط بن عبد بن رَافع وَيُقَال حوط بن يزِيد
أخبرنَا عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْمحَامِلِي قريء عَلَيْهِ ثَنَا عَليّ بن عمر الْحَافِظ ثَنَا إِسْحَاق بن مُحَمَّد بن الْفضل الزيات ثَنَا عَليّ بن شُعَيْب ثَنَا عَليّ بن إِسْحَاق أنبأ عبد الله أنبأ عِيسَى بن عمر أَخْبرنِي حوط بن يزِيد حَدثنِي تَمِيم بن سَلمَة أنبأ سُلَيْمَان بن صرد الْخُزَاعِيّ قَالَ دخلت على عَليّ ﵁ فاستبطأني فِي حربه فَقلت إِن الشَّرْط بطين فَجعلت أعده بطول الْحَرْب وَجعل ذَلِك يسوءه فَلَقِيت الْحسن بن عَليّ فَذكرت ذَلِك لَهُ فَقَالَ
لَا تعد فَلَقَد رايته حِين أخذت السيوف مأخذها من الرِّجَال يَغُوث بِي تغوثا وَيَقُول يَا حسن لَيْتَني مت قبل هَذَا الْيَوْم بِعشْرين سنة
وروى هَذَا الحَدِيث أَيْضا عَمْرو بن مرّة عَن حوط فَسمى أَبَاهُ رَافعا أخبرنَا عبد العزيز بن أَحْمد الكتاني قِرَاءَة عَلَيْهِ أنبأ عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان ثَنَا الْحسن بن
1 / 71
حَبِيبَة بن عبد الْملك ثَنَا أنس بن السّلم ثَنَا إِسْمَاعِيل بن عبيد بن أبي كَرِيمَة ثَنَا مُحَمَّد يَعْنِي ابْن سَلمَة عَن أبي عبد الرَّحِيم عَن زيد بن أبي أنيسَة عَن عَمْرو بن مرّة عَن حوط بن رَافع عَن تَمِيم بن سَلمَة عَن سُلَيْمَان بن صرد قَالَ لم أشهد مَعَ عَليّ ﵁ يَوْم الْجمل فَلَمَّا فرغ أَتَيْته فَقَالَ تخلفت عَنَّا وخذلتنا وتربصت بِنَا فَقلت تخلفت عَنْك إِنِّي لم أتربص بك وَقد بقيت حَرْب بعد ثمَّ خرجت من عِنْده فَرَأَيْت الْكَرَاهَة فِي وَجهه حِين قلت قد بقيت حَرْب بعد فَلَقِيت الْحسن بن عَليّ فاعتذرت إِلَيْهِ وَقلت لَهُ قد عرفت نصيحتي لَكِن أهل الْبَيْت وَقَرَابَتِي مِنْكُم وَقد لامني أَمِير الْمُؤمنِينَ
قَالَ لَا تلْتَفت إِلَى لائمته فَلَقَد رَأَيْته حِين أخذت السيوف مأخذها من الرِّجَال وَهُوَ يتغوث يَا غوثاه يَا غوثاه ياحسن لَيْتَني مت قبل هَذَا الْيَوْم بِعشْرين سنة
فَدلَّ على أَن حوط بن يزِيد هُوَ حوط بن رَافع وَلَعَلَّ أحد أجداده يُسمى رَافعا
وَقد رُوِيَ عَن عِيسَى بن عمر عَن حوط حَدِيث آخر فَقيل فِيهِ حوط بن رَافع أخبرنَا عَليّ بن المحسن بن عَليّ التنوخي قِرَاءَة عَلَيْهِ أنبأ إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن الْفَتْح ثَنَا مُحَمَّد بن سُفْيَان ثَنَا سعيد بن رَحْمَة سَمِعت ابْن الْمُبَارك عَن عِيسَى بن عمر عَن حوط بن رَافع أَن عمر بن عتبَة كَانَ يشْتَرط على أَصْحَابه أَن يكون خادمهم
قَالَ فَخرج فِي الرَّعْي فِي يَوْم حَار فَأَتَاهُ بعض أَصْحَابه فَإِذا هُوَ بالغمامة تظله وَهُوَ نَائِم فَقَالَ أبشر يَا عَمْرو فَأخذ عَلَيْهِ عَمْرو أَن لَا يخبر بِهِ وَرُوِيَ عَن يحيى بن معِين أَنه سُئِلَ عَن حوط الْعَبْدي ابْن من قَالَ هُوَ حوط بن رَافع لَيْسَ حوط الْعَبْدي هَذَا الْمَذْكُور لِأَن الْعَبْدي يروي عَن ابْن مَسْعُود زيد بن أَرقم وَلم يسم أَبوهُ روى عَنهُ عبد الْملك بن ميسرَة وَعِيسَى بن عمر وَلم يُدْرِكهُ وَلم يرو عَنهُ وأكبر من عِنْده طَلْحَة بن مصرف وَأَبُو عون الثَّقَفِيّ وَعَمْرو بن مرّة وَالْمُسَيب بن عبد خير وطبقتهم وَيخْتَلف فِي نسبته فَيُقَال الْخُزَاعِيّ وَيُقَال الْعَبْدي وَالله تَعَالَى أعلم بِالصَّوَابِ
فقد بَان وهم من قَالَ إِن حوط الْعَبْدي صَاحب ابْن مَسْعُود هُوَ الَّذِي روى عَن تَمِيم بن سَلمَة وروى عَنهُ عِيسَى بن عَمْرو وَالله تَعَالَى الْمُوفق
1 / 72
بَاب أسيد وَأسيد وَأسيد
قَالَ أَبُو مُحَمَّد
فَأَما أَسد بِفَتْح الْألف وَكسر السِّين أسيد بن رَافع روى عَنهُ بكير بن الْأَشَج قَالَه البُخَارِيّ
وَهَذَا وهم وَهُوَ أسيد بِضَم الْهمزَة وَفتح السِّين
وَذكره أَبُو الْحسن فِي بَاب أسيد ثمَّ قَالَ
وَالصَّوَاب أسيد وَقَالَ فِي بَاب أسيد أسيد بن رَافع بن خديج روى عَنهُ عبد الرَّحْمَن الْأَعْرَج وَنسبه وروى عَمْرو بن الْحَارِث عَن بكير عَن أسيد عَن رَافع أَن أَخا رَافع ذكر حَدِيث الْمُزَارعَة وَأخرجه البُخَارِيّ فِي بَاب أسيد وَفِي بَاب أسيد فِي الْمَوْضِعَيْنِ جَمِيعًا وَالصَّوَاب أسيد بِالضَّمِّ
قلت وَمَا قَالَه أَبُو الْحسن ﵀ وَفِي حَدِيثه اخْتِلَاف وَقد رو عَنهُ الزُّهْرِيّ أَيْضا فَسَماهُ أسيد بن رَافع وَكَذَلِكَ سَمَّاهُ مُجَاهِد فِي رِوَايَة سعد بن عبد الرَّحْمَن الزبيدِيّ وَاخْتلف على مُجَاهِد بن جبر فِي رِوَايَته عَنهُ فَرَوَاهُ عَنهُ حصيف وَعبد الْكَرِيم الْجَزرِي وَسلم بن كهيل وَعمر بن ذَر فَقَالُوا عَن مُجَاهِد عَن ابْن رَافع بن خديج وَلم يذكرُوا اسْمه وَخَالفهُم سعيد بن عبد الرَّحْمَن الزبيدِيّ فَرَوَاهُ عَن مُجَاهِد عَن أسيد بن رَافع
وَخَالفهُم مَنْصُور بن الْمُعْتَمِر فَرَوَاهُ عَن مُجَاهِد عَنهُ وَسَماهُ أسيد وَلَكِن قَالَ هُوَ ابْن ظهير ابْن أخي رَافع عَنهُ
وَخَالفهُم عبد الْملك بن ميسرَة وَأَبُو حُصَيْن من رِوَايَة شريك بن عبد الله عَنهُ وَالْحكم بن عُيَيْنَة وَجَابِر الْجعْفِيّ فَرَوَوْه عَن مُجَاهِد عَن رَافع بن خديج
وَرَوَاهُ شُعْبَة فَاخْتلف عَلَيْهِ فِيهِ فَرَوَاهُ عَنهُ آدم بن أبي إِيَاس وَعَمْرو بن مَرْزُوق وَعلي بن الْجَعْد عَن عبد الْملك بن ميسرَة
1 / 73
وَرَوَاهُ جَعْفَر بن مُحَمَّد غنْدر ومعاذ بن معَاذ عَن شُعْبَة عَن عبد الْملك عَن عَطاء وَطَاوُس وَمُجاهد عَن رَافع
وَرَوَاهُ الْأَعْمَش وَقيس بن سعد وعبد العزيز بن أبي دَاوُد عَن مُجَاهِد عَن رَافع بن خديج وَالله أعلم بِالصَّوَابِ
وَذكره البُخَارِيّ فِي بَاب أسيد وَقَالَ
قَالَ لنا عبد الله حَدثنِي اللَّيْث حَدثنِي جَعْفَر بن ربيعَة عَن عبد الرَّحْمَن بن هُرْمُز سمع أسيد بن رَافع بن خديج الْأنْصَارِيّ وَأسيد أَنهم منعُوا المحاقلة وَلم يَجْعَل لَهُ تَرْجَمَة وَإِنَّمَا جعل التَّرْجَمَة لأسيد ابْن أخي رَافع بن خديج الْأنْصَارِيّ قَالَه البُخَارِيّ قَالَه لنا مُوسَى عَن عبد الْوَاحِد عَن سعيد بن عبد الرَّحْمَن الزبيدِيّ عَن مُجَاهِد عَن أسيد عَن رَافع بن خديج عَن الزَّرْع وَجعل الْبَقِيَّة خلافًا لهَذِهِ الرِّوَايَة وَالله أعلم بِالصَّوَابِ
قد ذكرنَا قَول أبي الْحسن أسيد بن رَافع بن خديج روى عَنهُ عبد الرَّحْمَن الْأَعْرَج وَنسبه وروى عَمْرو بن الْحَارِث عَن بكير عَن أسيد بن رَافع أَن أَخا رَافع ذكر حَدِيث الْمُزَارعَة وَهَذَا الْكَلَام على مَا ذكره
وَلَكِن قَوْله أَخا رَافع وهم وَإِنَّمَا هُوَ أَبوهُ
وَهُوَ صَاحب حَدِيث الزَّرْع وَلَعَلَّه نَقله من كتاب البُخَارِيّ لَكِن البُخَارِيّ أعذر مِنْهُ لِأَنَّهُ سَاق طرفا وَقَالَ عَن أَبِيه فِي رِوَايَة مسبح وَقَالَ قَالَ لنا مُوسَى عَن عبد الْوَاحِد عَن سعيد بن عبد الرحمن الزُّبْدِيُّ عَن مُجَاهِد عَن أسيد بن رَافع بن خديج فِي الزَّرْع وَقَالَ مَنْصُور عَن مُجَاهِد عَن أسيد بن ظهير عَن رَافع وَقَالَ لنا عبد الله حَدثنِي اللَّيْث حَدثنِي جَعْفَر بن ربيعَة عَن عبد الرَّحْمَن بن هُرْمُز سمع أسيد بن رَافع بن خديج أَو أسيد أَنهم منعُوا المحاقلة
وَقَالَ أَحْمد بن وهب أَخْبرنِي عَمْرو سمع بكريرا أَن أسيد بن رَافع حَدثهُ أَن أَخا رَافع أَتَى عشيرته وَقَالَ قيس حَدثنَا خَالِد بن الْحَارِث سمع عبد الحميد بن جَعْفَر سمع أَبَاهُ عَن رَافع بن أسيد بن ظهير عَن أَبِيه نهى النَّبِي ﷺ
وَقَالَ لي مُحَمَّد أنبأ عبد الله سمع سعيد بن يزِيد سمع عِيسَى بن سهل بن رَافع سمع جده رَافعا نَحوه
1 / 74
فقد ذكر البُخَارِيّ هَذِه الطّرق وَذكر فِي جَمِيعهَا أَن رَافعا صَاحب الحَدِيث إِلَّا فِي رِوَايَة أَحْمد بن عِيسَى الْمصْرِيّ عَن ابْن وهب
وَالدَّارَقُطْنِيّ قطع بِأَنَّهُ أَخُو رَافع ففحش وهمه
وعَلى أَن إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ وَهُوَ إِمَام ثَبت قد رَوَاهُ عَن أَحْمد بن عِيسَى عَن ابْن وهب فَقَالَ إِن أَبَاهُ رَافعا وَكَذَلِكَ رَوَاهُ جمَاعَة من قدمنَا ذكره
أخرنا الْحسن بن عَليّ بن مُحَمَّد قِرَاءَة عَلَيْهِ أنبأ عمر بن مُحَمَّد بن عَليّ أنبأ إِبْرَاهِيم بن شريك ثَنَا إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل عَن يحيى بن سَلمَة بن كهيل ثَنَا أبي عَن أَبِيه عَن سَلمَة عَن مُجَاهِد عَن ابْن رَافع بن خديج قَالَ جَاءَنَا رَافع فَقَالَ
نهى رَسُول الله ﷺ عَن أَمر كَانَ لنا نَافِعًا عَن الْمُزَارعَة والحقل وَأمر الله وَرَسُوله أَحَق
وَهَكَذَا رَوَاهُ عَن ابْن رَافع بن خديج جمَاعَة مِنْهُم ابْن شهَاب الزُّهْرِيّ وَعبد الرَّحْمَن الْأَعْرَج وَبُكَيْر بن الْأَشَج وابو الزبر وَمُجاهد بن جبر
وَقد تقدم الِاخْتِلَاف على مُجَاهِد وَلم يقل أَن أَخا رَافع غير البُخَارِيّ عَن أَحْمد بن عِيسَى وَهُوَ وهم
وَقد خَالفه إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ عَن أَحْمد بن عِيسَى وَالصَّوَاب مَعَه لموافقته الروَاة الْمَذْكُورين وَالله أعلم بِالصَّوَابِ
قَالَ الْخَطِيب وَحَمْزَة بن أبي أسيد السَّاعِدِيّ سمع الْحَارِث بن زِيَاد روى عَنهُ ابْن أَخِيه سعد بن الْمُنْذر بن أبي حميد وَعبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان بن الغسيل
قلت وَهَذَا وهم فَاحش لِأَن الْمُنْذر هَذَا ابْن أبي حميد على مَا ذكره حَمْزَة هُوَ ابْن أبي أسيد فَكيف يكون أَخَاهُ وَلَيْسَ يجمعهما شَيْء إِلَّا أَنَّهُمَا من بني سَاعِدَة
وَأَبُو أسيد اسْمه مَالك بن ربيعَة وَحَمْزَة هُوَ مديني سمع أَبَاهُ والْحَارث بن زِيَاد روى
1 / 75
عَنهُ ابْن الغسيل وَسَعِيد بن أبي حميد وَشَدَّاد ومُوسَى بن عَمْرو الزُّهْرِيّ وَمُحَمّد بن خَالِد
وَأَبُو حميد السَّاعِدِيّ اسْمه الْمُنْذر قَالَه البُخَارِيّ
وَيُقَال عبد الرَّحْمَن بن سعيد بن الْمُنْذر
وَفِيمَا قَالَ لي أَبُو الْقَاسِم الأحجاري بِمصْر أَن أَحْمد بن مُحَمَّد أخبرهُ بِهِ عَن أبي بشر مُحَمَّد بن أَحْمد فِي كتاب الْأَسْمَاء والكنى قَالَ أَبُو حميد السَّاعِدِيّ عبد الرَّحْمَن بن سعيد بن الْمُنْذر
وَقَول الْخَطِيب سعد بن الْمُنْذر بن أبي حميد وهم آخر
وَهُوَ سعد بن أبي حميد الْمُنْذر ذكره البُخَارِيّ فِيمَن روى عَن حَمْزَة بن أبي أسيد فَقَالَ وَسعد بن أبي حميد ثمَّ ذكره فِي بَاب سعد فَقَالَ سعد بن الْمُنْذر وَهُوَ سعد بن ابي حميد السَّاعِدِيّ الْأنْصَارِيّ فَوَهم أَن جعله ابْن الْمُنْذر بن أبي حميد
وَهُوَ الْمُنْذر أَبُو حميد وَالله أعلم بِالصَّوَابِ
وعَلى أَن لِحَمْزَة بن أبي أسيد أَخا يُقَال لَهُ الْمُنْذر بن أبي أسيد ولد فِي زمن رَسُول الله ﷺ
وَسَماهُ رَسُول الله ﷺ الْمُنْذر
روى ذَلِك أَبُو حَازِم عَن سهل بن سعد رَوَاهُ مُحَمَّد بن مطرف عَنهُ حَدِيث الْمُنْذر عَن أَبِيه أبي أسيد روى عَنهُ مُحَمَّد بن مُوسَى وَعبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان بن الغسيل وَلست أعرف لَهُ ولدا يُقَال لَهُ سعد وَالله تَعَالَى أعلم
قَالَ أَبُو الْحسن
وَأَبُو مُحَمَّد أسيد بن عبد الرَّحْمَن الْخَثْعَمِي عَن فَرْوَة بن مُجَاهِد وَابْن محيريز
1 / 76