حَبِيبَة بن عبد الْملك ثَنَا أنس بن السّلم ثَنَا إِسْمَاعِيل بن عبيد بن أبي كَرِيمَة ثَنَا مُحَمَّد يَعْنِي ابْن سَلمَة عَن أبي عبد الرَّحِيم عَن زيد بن أبي أنيسَة عَن عَمْرو بن مرّة عَن حوط بن رَافع عَن تَمِيم بن سَلمَة عَن سُلَيْمَان بن صرد قَالَ لم أشهد مَعَ عَليّ ﵁ يَوْم الْجمل فَلَمَّا فرغ أَتَيْته فَقَالَ تخلفت عَنَّا وخذلتنا وتربصت بِنَا فَقلت تخلفت عَنْك إِنِّي لم أتربص بك وَقد بقيت حَرْب بعد ثمَّ خرجت من عِنْده فَرَأَيْت الْكَرَاهَة فِي وَجهه حِين قلت قد بقيت حَرْب بعد فَلَقِيت الْحسن بن عَليّ فاعتذرت إِلَيْهِ وَقلت لَهُ قد عرفت نصيحتي لَكِن أهل الْبَيْت وَقَرَابَتِي مِنْكُم وَقد لامني أَمِير الْمُؤمنِينَ
قَالَ لَا تلْتَفت إِلَى لائمته فَلَقَد رَأَيْته حِين أخذت السيوف مأخذها من الرِّجَال وَهُوَ يتغوث يَا غوثاه يَا غوثاه ياحسن لَيْتَني مت قبل هَذَا الْيَوْم بِعشْرين سنة
فَدلَّ على أَن حوط بن يزِيد هُوَ حوط بن رَافع وَلَعَلَّ أحد أجداده يُسمى رَافعا
وَقد رُوِيَ عَن عِيسَى بن عمر عَن حوط حَدِيث آخر فَقيل فِيهِ حوط بن رَافع أخبرنَا عَليّ بن المحسن بن عَليّ التنوخي قِرَاءَة عَلَيْهِ أنبأ إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن الْفَتْح ثَنَا مُحَمَّد بن سُفْيَان ثَنَا سعيد بن رَحْمَة سَمِعت ابْن الْمُبَارك عَن عِيسَى بن عمر عَن حوط بن رَافع أَن عمر بن عتبَة كَانَ يشْتَرط على أَصْحَابه أَن يكون خادمهم
قَالَ فَخرج فِي الرَّعْي فِي يَوْم حَار فَأَتَاهُ بعض أَصْحَابه فَإِذا هُوَ بالغمامة تظله وَهُوَ نَائِم فَقَالَ أبشر يَا عَمْرو فَأخذ عَلَيْهِ عَمْرو أَن لَا يخبر بِهِ وَرُوِيَ عَن يحيى بن معِين أَنه سُئِلَ عَن حوط الْعَبْدي ابْن من قَالَ هُوَ حوط بن رَافع لَيْسَ حوط الْعَبْدي هَذَا الْمَذْكُور لِأَن الْعَبْدي يروي عَن ابْن مَسْعُود زيد بن أَرقم وَلم يسم أَبوهُ روى عَنهُ عبد الْملك بن ميسرَة وَعِيسَى بن عمر وَلم يُدْرِكهُ وَلم يرو عَنهُ وأكبر من عِنْده طَلْحَة بن مصرف وَأَبُو عون الثَّقَفِيّ وَعَمْرو بن مرّة وَالْمُسَيب بن عبد خير وطبقتهم وَيخْتَلف فِي نسبته فَيُقَال الْخُزَاعِيّ وَيُقَال الْعَبْدي وَالله تَعَالَى أعلم بِالصَّوَابِ
فقد بَان وهم من قَالَ إِن حوط الْعَبْدي صَاحب ابْن مَسْعُود هُوَ الَّذِي روى عَن تَمِيم بن سَلمَة وروى عَنهُ عِيسَى بن عَمْرو وَالله تَعَالَى الْمُوفق
1 / 72