[105] واذ كان ذلك كذلك فكل حركة فى الوجود فهى ترتقى الى هذا المحرك بالذات لا بالعرض وهو الذى يوجد مع كل متحرك فى حين ما يتحرك وأما كون محرك قبل محرك مثل انسان يولد انسانا فذلك بالعرض لا بالذات وأما المحرك الذى هو شرط فى وجود الانسان من أول تكوينه الى آخره بل من أول وجوده الى انقضاء وجوده فهو هذا المحرك وكذلك وجوده هو شرط فى وجود جميع الموجودات وشرط فى حفظ السماوات والارض وما بينهما . وهذا كله ليس يتبين فى هذا الموضع ببرهان ولكن باقوال هى من جنس هذا القول وهى أقنع من أقوال الخصوم عند من انصف
[106] وان تبين لك هذا فقد استغنيت عن الانفصال الذى ينفصل به أبو حامد عن خصماء الفلاسفة فى توجه الاعتراض عليهم فى هذه المسئلة فانها انفصالات ناقصة لانه اذا لم يتبين الجهة التى من قبلها ادخلوا موجودا أزليا فى الوجود لم يتبين وجه انفصالهم عن وجود الحادث عن الازلى وذلك هو كما قلنا بتوسط ما هو أزلى فى جوهره كائن فاسد فى حركاته الجزئية لا فى الحركة الكلية الدورية أو بتوسط ما هو من الافعال أزلى بالجنس أى ليس له أول ولا آخر
Page 60