[27] قلت حاصل هذا القول انه اذا توهمت حركتان ذواتا ادوار بين طرفى زمان واحد ثم توهم حد محصور من كل واحد منهما بين طرفى زمان واحد فان نسبة الجزء من الجزء هى نسبة الكل من الكل مثال ذلك انه اذا كانت دورة زحل فى المدة من الزمان التى تسمى سنة ثلث عشر دورات الشمس فى تلك المدة فانه اذا توهمت جملة دورات الشمس الى جملة دورات زحل مذ وقعت فى زمان واحد بعينه لزم ولا بد ان تكون نسبة جميع ادوار الحركة من جميع ادوار الحركة الاخرى هى نسبة الجزء من الجزء واما اذا لم يكن بين الحركتين الكليتين نسبة لكون كل واحد منهما بالقوة أى لا مبدأ لها ولا نهاية وكانت هنالك نسبة بين الاجزاء لكون كل واحد منها بالفعل فليس يلزم ان يتبع نسبة الكل الى الكل نسبة الجزء الى الجزء كما وضع القوم فيه دليلهم لانه لا نسبة توجد بين عظمين أو قدرين كل واحد منهما يفرض لا نهاية له فاذا القدماء لما كانوا يفرضون مثلا جملة حركة الشمس لا مبدأ لها ولا نهاية لها وكذلك حركة زحل لم يكن بينهما نسبة اصلا فيلزم من ذلك ان تكون الجملتان متناهية كما لزم فى الجزئين من الجملة . وهذا بين بنفسه .
[28] فهذا القول يوهم انه اذا كانت نسبة الاجزاء الى الاجزاء نسبة الاكثر الى الاقل يلزم فى الجملتين ان تكون نسبة احدهما الى الاخرى نسبة الاكثر الى الاقل وهذا انما يلزم اذا كانت الجملتان متناهيتين واما اذا لم يكن هنالك نهاية فلا كثرة هنالك ولا قلة واذا وضع ان هنالك نسبة هى نسبة الكثرة الى القلة توهم انه يلزم عن ذلك محال آخر وهو ان يكون ما لا نهاية له اعظم مما لا نهاية له وهذا انما هو محال اذا اخذ شيئان غير متناهيين بالفعل لانه حينئذ توجد النسبة بينهما واما اذا أخذ بالقوة فليس هنالك نسبة . فهذا هو الجواب فى هذه المسئلة لا ما جاوب به ابو حامد عن الفلاسفة
Page 19