[57]
قال في ذيل العبر في سنة ثلاث وعشرين المذكورة: ومات بدمشق في ربيع الأول قاضي دمشق ورئيسها الكامل نجم الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن سالم بن حسن بن صصري التغلبي الشافعي. ولد في ذي القعدة سنة خمس وخمسين وست مئة، وسمع أباه وعمية، وابن عبد الدايم وحضر بمصر على الرشيد العطار. وأفتى، ودرس. وله النظم والترسل والخط المنسوب، والدروس الطويلة، والفصاحة، وحسن الشارة والمكارم، مع دين وحسن سريرة. ولي القضاء إحدى وعشرين سنة. انتهى.
جمال الدين الزرعي
ثم ولي القضاء بعده جمال الدين الزرعي. وهو قاضي القضاة جمال الدين أبو الربيع سليمان ابن الخطيب مجد الدين عمر بن سالم بن عمر بن عثمان الأذرعي. ولد بأذرعات سنة خمس وأربعين وست مئة، واشتغل بدمشق فحصل، وناب في الحكم بزرع مدة فعرف بالزرعي لذلك، وإنما هو من أذرعات، وأهله من بلاد الغرب. ثم ناب بدمشق، ثم انتقل إلى مصر فناب في الحكم بها، ثم استقل بولاية القضاء بها عن بدر الدين بن جماعة في أول سنة عشر وسبع مئة، ثم عزل به بعد سنة، ثم ولي جمال الدين قضاء الشام.
قال في ذيل العبر في سنة ثلاث وعشرين وسبع مئة: قدم على قضاء الشام جمال الدين الزرعي، وتولى بعده تدريس المنصورية السبكي. انتهى.
وكان توليه لقضاء الشام مضافا إلى مشيخة الشيوخ نحوا من سنة، ثم عزل عن القضاء في ربيع الآخر سنة أربع وعشرين بالقاضي جلال الدين أخي إمام الدين القزويني، وقدم البريد إلى نائب الشام يوم الجمعة خامس عشرين ربيع المذكور بعزله، فبلغه ذلك، فامتنع بنفسه من الحكم وأقام بالعادلية بعد العزل خمسة عشر يوما، ثم انتقل منها إلى الأتابكية. وبقي على مشيخة الشيوخ نحوا من سنة مع تدريس الأتابكية. ثم نزل عن تدريسها لمحيي الدين بن جهيل في سنة ست وعشرين، ثم تحول إلى مصر قولي بها التدريس وقضاء العسكر.
Page 81