[56]
التتار انجفل إلى القاهرة، فلما وصلها لم يقم بها سوى أسبوع وتوفي، وهو على قضاء دمشق، في ربيع الآخر سنة تسع وتسعين وست مئة، ودفن بالقرب من قبة الشافعي رضي الله عنه عن سنة وأربعين سنة. رحمه الله تعالى.
نجم الدين بن صصرى
والقاضي نجم بن صصري المشار إليه هو قاضي القضاة نجم الدين أبو العباس أحمد ابن العدل عماد الدين محمد ابن العدل أمين الدين سالم ابن الحافظ المحدث بهاء الدين أبي المواهب هبة الله بن محفوظ بن الحسن بن الحسين بن محمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن صصري التغلبي الربعي، قاضي القضاة بالشام.
ولد في ذي القعدة سنة خمس وخمسين وست مئة، سمع الحديث واشتغل وحصل، وكتب عن القاضي شمس الدين بن خليكان وفيات الأعيان وسمعها عليه، وتفقه بالشيخ تاج الدين الفزاري، وعلى أخيه شرف الدين في النحو، وكان له يد في الإنشاء، وحسن العبارة. ودرس في العادلية الصغيرة سنة اثنتين وثمانين، وبالأمينية سنة تسعين، وبالغزالية سنة أربع وتسعين. وتولى قضاء العسكر بل العساكر في دولة العادل زين الدين كتبغا، ثم تولى قضاء دمشق بعد ابن جماعة حين طلب لقضاء مصر بعد ابن دقيق العيد، وفي يوم الجمعة حادي عشرين جمادى الأولى سنة اثنتين وسبع مئة خلع عليه بقضاء الشام عوضا عن ابن جماعة، وعلى زين الدين الفارقي بالخطابة، وقري تقليد ابن صصري بعد الصلاة بحضرة نائب السلطنة والأعيان بالمقصورة، ثم جلس في الشباك الكمالي وقرئ تقليده مرة ثانية.
Page 79