[52]
الصفدي: فعاد إلى عادته من أقامة الشرع، وإسقاط الشهود والمطعون فيهم، والغض عن الأعيان، فسعوا فيه وأتفنوا قضيته، فلما قدم السلطان سنة اثنتين وثمانين عزله في رجب منها بالبهاء ابن الزكي، وجاءه رسول إلى الجامع وقد جاء لصلاة الجمعة فأخذه إلى القلعة وقال له المشد بدر الدين الأقرعي: أمر السلطان أن تجلس في مسجد الخيالة، ففعل.
ولم يمكن من صلاة الجمعة. واثبت عليه محضر عند تاج الدين عبد القادر السخاوي بحلب بمبلغ مئة ألف دينار من جهة الشرف بن الإسكاف كاتب الخادم ريحان الخليفتي. ثم تبع آخر وزعم أن عنده حياصة مجوهرة وعصابة بقيمة خمسة وعشرين ألف دينار كانت عند العماد بن محيي الدين ابن عربي للملك الصالح إسماعيل صاحب حمص. ثم قالوا: إن ناصر الدين ابن ملك الأمراء عز الدين ايدمر اودع عنده مبلغا كبيرا.
وجرت له أمور، وعقد له مجلس، ونكل بعض الغرماء، ورجع بعض الشهود، وعلم بطلان ذلك، وان ابن السخاوي عدوه، ولم يثبت عليه شيء. فأمر السلطان بإطلاقه مكرما، ونزل من القلعة إلى شيخ دار الحديث وزاره، وعطف إلى ملك الأمراء حسام الدين لاجين وسلم عليه بدار السعادة، ثم مضى إلى دار القاضي بهاء الدين الزكي الذي ولي مكانه وسلم عليه. وأقام بمنزله بدرب النقاشة. وطلع بعد أيام إلى بستانه بحمص وبه مات في ربيع الآخر سنة ثلاث وثمانين وست مئة، ودفن بتربته بسفح قاسيون. قال الصفدي: وكان لا يفصح بالراء.
قال الذهبي في مختصر تاريخ الإسلام في سنة ثلاث المذكورة: وقاضي القضاة بدمشق عز الدين محمد بن عبد القادر بن الصايغ الشافعي، وله خمس وخمسون سنة. وكان رحمه الله تعالى من خيار الحكام العادلين. انتهى.
Page 71