[51]
قدم الشام على القضاء في ذي الحجة سنة تسع وخمسين وست مئة، متفردا بالقضاء والأمر، ثم أقيم مع القضاء الثلاثة في سنة أربع وستين، ثم عزل سنة تسع وستين بالقاضي عز الدين أبي المفاخر.
قال الذهبي: فأقام سبع سنين معزولا بمصر، ثم أعيد في أول سنة سبع وسبعين، ثم عزل ثانيا في سنة ثمانين.
قال الصفدي: لما قدم السلطان لغزوه حمص سنة ثمانين أعاد عز الدين أبا المفاخر، واستمر شمس الدين معزولا إلى أن توفي في رجب سنة إحدى وثمانين، ودفن بالصالحية.
قال الذهبي في مختصر تاريخ الإسلام في سنة إحدى وثمانين المذكورة: وفيها توفي قاضي الشام شمس الدين أحمد بن خلكان الإربلي وله اثنان وسبعون سنة. انتهى.
ابن الصايغ
والقاضي عز الدين أبو المفاخر المشار إليه هو قاضي القضاة عز الدين أبو المفاخر محمد بن عبد القادر بن عبد الخالق بن خليل بن مقلد ابن جابر الأنصاري الدمشقي، المعروف بابن الصايغ. ولد سنة ثمان وعشرين وست مئة. قال الصفدي: وسمع من أبي المنجا، وابن الجميري، وابن خليل، وتفقه في صباه على جماعة، ولازم القاضي كمال الدين التفليسي، وصار من أعيان أصحابه، وولي تدريس الشامية مشاركا للقاضي شمس الدين المقدسي بعد فصول جرت. فلما حضر الصاحب بهاء الدين ابن حنا استقل شمس الدين بالشامية، وولي عز الدين وكالة بيت المال، ورفع الصاحب من قدره ونوه بذكره. ثم عمد إلى القاضي شمس الدين بن خلكان فعزله بالقاضي عز الدين، فباشر القضاء سنة تسع وستين، فظهرت منه نهضة وشهامة. وقيام في الحق، ودرء للباطل، وحفظ الأوقاف وأموال الأيتام والأشراف، وأحبه الناس وأبغضه كل مريب.
Page 69