[49]
وذكر أبو شامة أن محيي الدين المذكور استحوذ على مدارس كثيرة في مدته هذه القصيرة فانه عزل قبل رأس الحول، فأخذ في هذه المدة العذراوية، والسلطانية، والفلكية، والركنية، والفيمرية، والعزيزية، وأخذ لولده عيسى الأمينية ومشيخه الشيوخ، وأخذ أم الصالح لبعض أصحابه وهو العماد المصري، وكذا أخذ الشامية لصاحب له، واستناب أخاه لأمة شهاب الدين إسماعيل بن اسعد بن حبش في القضاء، وولاه الرواحية، والشامية البرانية، مع أن شرط واقفها أن لا يجمع بينها وبين غيرها. ولما رجعت المملكة إلى المسلمين بقي القاضي محيي الدين، وبذل أمولا جزيلة ليستمر في القضاء والمدارس التي استولى عليها في هذه الشهور فلم يستمر إلا قليلا، وعزله السلطان الملك المظفر وفوض القضاء لنجم الدين أبي بكر بن سنى الدولة، فقرئ تقليده يوم الجمعة بعد الصلاة الحادي والعشرين من ذي القعدة بالشباك الكمالي من مشهد عثمان من جامع دمشق، ولله الحمد. انهى كلام أبي شامة.
وقال الذهبي في العبر في سنة ثمان وستين وست مئة: ومحيي الدين قاضي القضاة أبو الفضل يحيى بن قاضي القضاة محيي الدين أبي المعالي محمد بن قاضي القضاة زكي الدين أبي الحسن علي قاضي القضاة منتخب الدين أبي المعالي القرشي الدمشقي. ولد سنة ست وتسعين وروى عن حنبل، وابن طبرزد، وتفقه على الفخر بن عساكر، وولي قضاء دمشق مرتين فلم تطل أيامه. وكان صدرا معظما معرفا في القضاء له في ابن عربي عقيدة تجاوز الوصف. وكان شيعيا يفضل عليا على عثمان مع كونه ادعى نسبا إلى عثمان. وهو القائل:
أدين. . . إلخ
توفي بمصر في رباع عشر صفر. انتهى.
وقال في مختصر تاريخ الإسلام في سنة ثمان المذكورة: وقاضي القضاة محيي الدين يحيى بن قاضي القضاة محيي الدين أبي المعالي محمد بن الزكي القرشي الشافعي، وله ثنتان وتسعون سنة. ولي القضاء بالشام لهولاكو فعيب عليه ذلك وغرب عن وطنه بالصعيد. انتهى.
Page 65