[47]
وقال في سنة ثمان وخمسين وست مئة: وفيها توفي ابن سنى الدولة قاضي القضاة صدر الدين أبو العباس أحمد بن يحيى بن عبد الله بن الحسن الدمشقي الشافعي. ولد سنة سبعين وخمس مئة، وسمع من الخشوعي وجماعة، وتفقه على أبيه قاضي القضاة شمس الدين، وعلى فخر الدين بن عساكر. وقل من نشأ مثله في صيانته وديانته واشتغاله. ناب عن أبيه، وولي وكالة بيت المال، ودرس بالإقبالية والجاروخية، وولي القضاء مدة. رجع من عند هولاكو متمرضا، وأدركه الموت ببعلبك في جمادى الآخرة، وله ثمان وسبعون سنة. انتهى.
كمال الدين التفليسي
وقال في سنة اثنتين وسبعين وست مئة: وكمال الدين التفليسي أبو الفتح عمر بن بندار بن عمر الشافعي القاضي، توفي في ربيع الأول بالقاهرة وله سبعون سنة. درس، وأفتى، وبرع في الأصول والكلام، وناب في الحكم بدمشق. فلما غلب هولاكو على الشام بعث له تقليدا بالقضاء، فحكم أياما وبالغ في الدين والإحسان. فلما جاء ابن الزكي بالقضاء ولاه قضاء حلب ونواحيها، فتوجه إليها تلك الأيام. ثم ألزم بسكنى مصر، فاشتغل عليه أهلها. انتهى.
وقال غيره في ترجمته: القاضي كمال الدين أبو حفص عمر بن بندار - بباء موحدة بعدها نون ساكنة - بن عمر التفليسي. ولد بتفليس سنة اثنتين وست مئة تقريبا، وتفقه وبرع في المذهب والأصلين وغير ذلك، ودرس وأفتى، واشتغل، وجالس أبا عمرو بن الصلاح. وممن أخذ عنه الأصول الشيخ محي الدين النووي. وولي القضاء بدمشق نيابة، وكان محمود السيرة. ولما ملك التتار جاء التقليد من هولاكو له بقضاء الشام والجزيرة والموصل. فباشر مدة يسيرة، وأحسن إلى الناس بكل ممكن، وذب عن الشريعة، وكان نافذ الكلمة عزيز المنزلة عند التتار، لا يخالفونه في شيء.
Page 61