[43]
وغيره. وحدث، وسمع منه جماعة منهم أبو عمرو بن الحاجب وقال عنه: يشارك في علوم عديدة.
وقد نبل شأنه أيام الملك العادل. ودرس بالأمينية، ولاه إياها بعد التقي الضرير الوزير صفي الدين ابن شكر. وكان معتنيا بأمره وباشر وكالة بيت المال بعد عزل الزكي بن الزكي. ثم في سنة ثمان عشرة ولاه الملك المعظم قضاء الشام ، وولي في أيامه تدريس العادلية. وألقى فيها التفسير كاملا دروسا.
قال أبو شامة: كان في ولايته عفيفا في نفسه، نزها، مهيبا، ملازما لمجلس الحكم بالجامع وغيره. وكان ينقم عليه انه إذا ثبت عنده وراثة شخص قد وضع بيت المال أيديهم عليها يأمر بالمصالحة مع بيت المال.
قال: وتكلموا في انتسابه إلى قريش.
وقال ابن كثير: كان فاضلا بارعا يجلس في كل يوم جمعة قبل الصلاة بالعادلية، بعد فراغها، لإثبات المحاضر، ويحضر عنده في المدرسة جميع الشهود من كل المراكز حتى يتيسر على الناس إثبات كتبهم في الساعة الواحدة. وهو أول من درس بالعادلية حين تكمل بناؤها، ولاه إياها أيضا الصفي المذكور. وحضر عنده الأعيان. توفي في ربيع الأول سنة ثلاث وعشرين وست مئة ودفن بداره التي في رأس درب الريحان قبلي الخضراء شرقي المدرسة القليجية من ناحية الجامع.
ولتربته شباك شرقي المدرسة الصدرية الحنبلية. وقد قال فيه ابن عنين وكان هجاء:
ما قصر المصري في فعله ... إذ جعل التربة في داره
فخلص الأحياء من ريحه ... وأبعد الأموات من ناره.
شمس الدين الخوبي
قال ابن كثير: وتولي القضاء بعده شمس الدين أحمد بن الخليل الخوبي. انتهى.
وشمس الدين الخوبي المشار إليه هو قاضي القضاة شمس الدين أبو العباس أحمد بن الخليل بن سعادة بن جعفر بن عيسى بن محمد المهلي الخوبي.
ولد بخوي في شوال سنة ثلاث وثمانين وخمس مئة، ودخل خراسان وقرأ بها الأصول على القطب المصري صاحب الإمام فخر الدين وقيل بل على الإمام نفسه. وقرأ علم الجدل
Page 57