وقال في سنة ست عشرة وست مئة: وفيها تغيظ السلطان المعظم على القاضي زكي الدين بن محيي الدين بن الزكي قاضي البلد، وسببه أن عمته ست الشام بنت أيوب كانت قد مرضت في دارها التي جعلتها بعدها مدرسة، فأرسلت إلى القاضي لتوصي إليه. فذهب إليها بشهود معه فكتب الوصية كما قالت، فقال السلطان: يذهب إلى عمتي بغير أذني، ويسمع هو والشهود كلامها؟. واتفق أن القاضي طلب من جابي العزيزية حسابها وضربه بين يديه بالمقارع، وكان السلطان يبغض هذا القاضي من أيام أبيه العادل. فعند ذلك أرسل المعظم إلى القاضي ببقجة فيها قباء وكلوتة، القباء أبيض والكلوتة صفراء، وقيل بل كانا حمراوين مدرين، وحلف الرسول عن السلطان ليلبسنهما ويحكم بين الخصوم فيهما. وكان الإلطاف به أن جاءته الرسالة بهذا وهو في دهليز داره التي بباب البريد، وهو منتصب للحكم، فلم يقدر إلا أن يلبسهما وحكم فيهما. ثم دخل داره واستقبل مرض موته، فكانت وفاته في صفر من السنة التي بعدها. وكان له نواب أربعة: شمس الدين الشيرازي أمام مشهد علي، كان يحكم بالمشهد في الشباك، وربما برز إلى طرف الرواق، تجاه البلاطة السوداء. وشمس الدين بن سنى الدولة، كان يحكم في الشباك الذي بالكلاسة، تجاه تربة صلاح الدين، عند باب الغزالية، وجمال الدين المصري وكيل بيت المال، كان يحكم في الشباك الكمالي بمشهد عثمان، وشرف الدين الموصلي كان يحكم بالمدرسة الطرخانية
Page 46