Tafsir Majmac Bayan
مجمع البيان في تفسير القرآن - الجزء1
Genres
(1) - تعلمون ما نزل ببني إسرائيل من المسخ وغيره فإن قيل كيف يجوز أن يكون هؤلاء عارفين بنبوة محمد وذلك مبني على معرفة الله وعندكم أن من عرف الله لا يجوز أن يكفر وهؤلاء صاروا كفارا وماتوا على كفرهم قلنا لا يمتنع أن يكونوا عرفوا الله على وجه لا يستحقون به الثواب لأن الثواب إنما يستحق بأن ينظروا من الوجه الذي يستحق به الثواب فإذا نظروا على غير ذلك الوجه لا يستحقون الثواب فعلى هذا يجوز أن يكونوا عارفين بالله والتوراة وبصفات النبي ص وإن لم يستحقوا الثواب فلا يمتنع أن يكفروا وقال بعض أصحابنا استحقاقهم الثواب على إيمانهم مشروط بالموافاة فإذا لم يوافوا بالإيمان لم يستحقوا الثوابفعلى هذا يجوز أن يكونوا عارفين وإن لم يكونوا مستحقين لثواب يبطل بالكفر والمعتمد الأول.
اللغة
أصل الصلاة عند أكثر أهل اللغة الدعاء على ما ذكرناه قبل ومنه قول الأعشى :
تقول بنتي وقد قربت مرتحلا # يا رب جنب أبي الأوصاب والوجعا
عليك مثل الذي صليت فاغتمضي # نوما فإن لجنب المرء مضطجعا
أي دعوت وقيل أصلها اللزوم من قول الشاعر
لم أكن من جناتها علم الله # وإني لحرها اليوم صال
أي ملازم لحرها فكان معنى الصلاة ملازمة العبادة على الحد الذي أمر الله تعالى به وقيل أصلها من الصلا وهو عظم العجز لرفعه في الركوع والسجود ومنه قول النابغة :
فآب مصلوه بعين جلية # وغودر بالجولان حزم ونائل
أي الذين جاءوا في صلا السابق وعلى القول الأول أكثر العلماء وقد بينا معنى إقامة الصلاة فيما مضى والزكاة والنماء والزيادة نظائر في اللغة وقال صاحب العين الزكاة زكاة المال وهو تطهيره وزكا الزرع وغيره يزكو زكاء ممدودا أي نما وازداد وهذا لا يزكو بفلان أي لا يليق به والزكا الشفع والخسا الوتر وأصله تثمير المال بالبركة التي يجعلها الله فيه
Page 212